كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 3 @

$ ثم دخلت سنة تسع ثمانين وأربعمائة $
$ ذكر قتل يوسف بن آبق والمجن الحلبي $
في هذه السنة في المحرم قتل يوسف بن آبق الذي ذكر أنه سيره تاج الدولة تتش إلى بغداد ونهب سوادها
وكان سبب قتله أنه كان بحلب بعد قتل تاج الدولة وكان بحلب إنسان يقال له المجن وهو رئيس الأحداث بها وله أتباع كثير فحصر عند جناح الدولة حسين وقال له إن يوسف بن آبق يكاتب باغيسيان وهو على عزم الفساد واستأذنه في قتله فأذن له وطلب أن يعينه بجماعة من الأجناد ففعل ذلك فقصد المجن الدار التي بها يوسف فكسبها من الباب والسطح وأخذ يوسف فقتله ونهب كل مافي داره وبقي بحلب حاكما فحدثته نفسه بالتفرد بالحكم عن الملك رضوان فقال لجناح الدولة إن الملك رضوان أمرني بقتلك فخذ لنفسك فهرب جناح الدولة إلى حمص وكانت له فلما انفرد المجن بالحكم تغير عليه رضوان وأراد منه أن يفارق البلد فلم يفعل وركب في أصحابه فلوهم بالمحاربة لفعل ثم أمر أصحابه أن ينهبوا ماله وأثاثه ودوابه ففعلوا ذلك واختفى فطلب فوجد بعد ثلاثة أيام فأخذ وعوقب وعذب ثم قتل هو وأولاده وكان من السواد يشق الخشب ثم بلغ هذه الحالة
$ ذكر وفاة منصور بن مروان $
في هذه السنة في المحرم توفي منصور بن نظام الدين بن ناصر الدولة بن مروان صاحب ديار بكر وهو الذي انقرض أمر بني مروان على يده حين حاربه فخر الدولة بن جهير وكان جكرمش قد قبض عليه بالجزيرة وتركه عند رجل يهودي فمات في داره وحملته زوجته إلى تربة آبائه فدفنته ثم حجت إلى بلد البشنوية فابتاعت ديرا من بلد فنك بقرب جزيرة ابن عمر وأقامت فيه تعبد الله
وكان منصور شجاعا شديد البخل له في البخل حكايات عجيبة فتعسا لطالب الدنيا المعرض عن الآخرة ألا تنظر

الصفحة 3