@ 32 @
عصيانه والخروج عن طاعته إلى غير ذلك ومؤيد الملك ساكت لا يعيد كلمة فقتله بركيارق بيده وألقي على الأرض عدة أيام حتى سأل الأمير أياز في دفنه فيه فحمل إلى تربة ابيه بأصبهان فدفن معه وكان بخيلا شيء السيرة مع الأمراء إلا أنه كان كثير المكر والحيل في إصلاح أمر الملك وكان عمره لما قتل نحو خمسين سنة وكان السلطان بركيارق قد استوزر في صفر الأعراب أبا المحاسن عبد الجليل بن علي الدهستاني فلما قتل مؤيد الملك أرسل الوزير أبو المحاسن رسولا إلى بغداد وهو أبو إبراهيم الإستراباذي لأخذ أموال مؤيد الملك فنزل ببغداد بدار مؤيد الملك وسلم إليه محمد الشرابي وهو ابن خاله مؤيد الملك فأخذت منه الأموال والجواهر بعد مكروه أصابه وعذاب ناله وأخذ له ذخائر من مواضع أخر ببلاد العجم منها قطعة بلخش وزنها أحد وأربعون مثقالا ولما فرغ السلطان بركيارق من هذه الرقعة سار إلى الري فوصل إليه هناك قوام الدولة كربوقا صاحب الموصل ونور دبيس بن صدقة بن مزيد
$ ذكر حال السلطان محمد بعد الهزيمة واجتماعه بأخيه الملك سنجر $
لما انهزم السلطان محمد سار طالبا خراسان إلى أخيه سنجر وهما لأم واحدة فأقام بجرجان وراسل أخاه يطلب منه مالا وكسوة وغير ذلك فسير إليه ما طلب وترددت الرسل بينهما حتى تحالفا واتفقا ولم يكن بقي مع السلطان محمد غير أميرين في نحو ثلاثمائة فارس فلما استقرت القواعد بينهما سار الملك سنجر من خراسان في عساكره نحو أخيه السلطان محمد فاجتمعا بجرجان
وسار منها إلى دمغان فخربها العسكر الخراساني ومضى أهلها هاربين إلى قلعة كردكوه وخرب العسكر ما قدروا عليه من البلاد وعم الغلاء تلك الأصقاع حتى أكل الناس الميتة والكلاب وأكل الناس بعضهم بعضا
وساروا إلى الري فلما وصلوا إليها انضم إليهم النظامية وغيرهم فكثر جمعهم وعظمت شوكتهم وتمكنت من القلوب هيبتهم
$ ذكر ما فعله السلطان بركيارق ودخوله بغداد $
لما كان السلطان بركيارق بالري بعد انهزام أخيه محمد اجتمعت عليه العساكر الكثيرة فصار معه نحو مائة فارس ثم إنهم ضاقت عليهم الميرة فتفرقت العساكر فعاد دبيس بن صدقة إلى أبيه وخرج الملك مودود بن إسماعيل بن ياقوتي بأذربيجان فسير