@ 38 @
باب الدرب فيفعل ذلك فإذا دخل الدرب أخذ وقتل فتجرد للانتقام منهم أبو القاسم مسعود بن محمد الخجندي الفقيه الشافعي وجمع الجم الغفير بالأسلحة وأمر بحفر أخاديد وأوقد النيران وجعل العامة يأتون بالباطنية أفواجا ومنفردين فيلقون في النار وجعلوا إنسانا على أخاديد النيران وسموه مالكا فقتلوا منهم خلقا كثيرا
$ ذكر قلاعهم التي استولوا عليها ببلاد العجم $
واستولوا على عدة حصون منها قلعة أصبهان وهذه القلعة لم تكن قديما وإنما بناها السلطان ملكشاه
وسبب بنائها أنه كان قد أتاه رجل من مقدمي الروم فأسلم وصار وعه فاتفق أنه سار يوما إلى الصيد فهرب منه كلب حسن الصيد وصعد هذا الجبل فتبعه السلطان والرومي معه فوجده موضع القلعة فقال له الرومي لو أن عندنا مثل هذا الجبل لجعلنا عليه حصنا ننتفع به فأمر ببناء القلعة ومنع منها نظام الملك فلم يقبل قوله فلما فرغت جعل فيها دزدارا فلما انقضت أيام السلطان ملكشاه وصارت أصبهان بيد خاتون أزالت الدزدار وجعلت غيره فيها وهو إنسان ديلمي اسمه زيار فمات وصار بالقلعة غسان خوزي فاتصل به أحمد بن عطاش وكان الباطنية قد ألبسوه تاجا وجمعوا له أموالا وقدموه عليهم مع جهله وإنما كان أبوه مقدما فيهم فلما اتصل بالدزدار بقي معه ووثق به وقلده الأمور فلما توفي الدزدار استولى أحمد بن عطاش عليها ونال المسلمين منه ضرر عظيم من أخذ الأموال وقتل النفوس وقطع الطريق الخوف الدائم فكانوا يقولون إن قلعة يدل عليها كلب ويشير بها كافر لا بد وأن يكون خاتمه أمرها الشر ومنها الموت وهي من نواحي قزوين قيل إن ملكا من ملوك الديلم كان كثير التصيد فأرسل يوما عقابا وتبعه فرآه قد سقط على موضع هذه القلعة فوجده موضعا حصينا فأمر ببناء قلعة عليه فسماها إله موت ومعناه بلسان الديلم تعليم العقاب ويقال لذلك الموضع وما يجاوره طالقان وفيها قلاع حصينة أشهرها الموت
وكانت هذه النواحي في ضمان شرفشاه الجعفري وقد استناب فيها رجلا علويا فيه بله وسلامة صدر وكان الحسن بن الصباح رجلا شهما كافيا عالما بالهندسة