كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 389 @

$ ذكر ملك المؤيد نيسابور وغيرها $
كان للسلطان سنجر مملوك اسمه أي أبه ولقبه المؤيد فلما كانت هذه الفتنة تقدم وعلا شأنه وأطاعه كثير من الأمراء فاستولى على نيسابور وطوس ونسا وابيورد وشهرستان والدامغان وأزاح الغز عن الجميع وقتل منهم خلقا كثيرا وأحسن السيرة وعدل في الرعية واستمال الناس ووفر الخراج على أهله وبالغ في مراعاة أرباب البيوت فاستقرت البلاد له ودانت له الرعية لحسن سيرته وعظم شأنه وكثرت جموعه فراسله خاقان محمود بن محمد في تسليم البلاد والحضور عنده فامتنع وترددت الرسل بينهم حتى استقر على المؤيد مال يحمله إلى الملك محمود فكف عنه محمود وأقام المؤيد بالبلاد هو والسلطان محمود
$ ذكر ملك ايتاخ الري $
كان ايتاخ أحد مماليك السلطان سنجر فلما كان من فتنة الغز ما ذكرناه هرب من خراسان ووصل إلى الري فاستولى عليها وأقام بها وأرسل السلطان محمد شاه بن محمود صاحب همذان وأصفهان وغيرهما يخدمه وهاداه وأرضاه وأظهر له الطاعة وبقي بها إلى أن مات السلطان محمد فاستولى على عدة بلاد تجاور الري فملكها فعظم أمره وعلا شأنه وصارت عساكره عشرة آلاف فارس فلما ملك سليمان شاه همذان على ما نذكره حضر عنده وأطاعه لأنسه به كان أيام مقام سليمان شاه بخراسان فتقوى أمره بذلك
$ ذكر قتل ابن السلار وزير الظافر ووزارة عباس $
في هذه السنة في المحرم قتل العادل بن السلار وزير الظافر بالله قتله ربيبه عباس ابن أبي الفتوح بن يحيى الصنهاجي أشار إليه بذلك الأمير أسامة بن منقذ ووافق عليه الخليفة الظافر بالله فأمر ولده نصرا فدخل على العادل وهو عند جدته أم عباس فقتله وولي الوزارة بعده ربيبه عباس وكان بعاس قد قدم من المغرب كما ذكرناه إلى مصر وتعلم الخياطة وكان خياطا حسنا فلما تزوج ابن السلار بأمه أحبه وأحسن تربيته فجازاه بأن قتله وولي بعده وكانت الوزارة في مصر لمن غلب والخلفاء وراء الحجاب والوزارة كالمتملكين وقل أن وليها أحد بعد الأفضل إلا

الصفحة 389