كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 394 @

$ ثم دخلت سنة تسع وأربعين وخمسمائة $
$ ذكر قتل الظافر وولاية ابنه الفائز $
في هذه السنة في المحرم قتل الظافر بالله أبو المنصور اسماعيل بن الحافظ لدين الله عبد المجيد العلوي صاحب مصر وكان سبب قتله أن وزيره عباسا كان له ولد اسمه نصر فأحبه الظافر وجعله من ندمائه الذين لا يقدر على فراقهم ساعة واحدة فاتفق أن قدم من الشام مؤيد الدولة الأمير أسامة بن منقذ الكناني في وزارة ابن السلار واتصل بعباس فحسن له قتل العادل بن السلار زوج أمه فقتله وولاه الظافر الوزارة فاستبد بالأمر وتم له ذلك وعلم الأمراء والأجناد أن ذلك من فعل ابن منقذ فعزموا على قتله فخلا بعباس وقال له كيف تصبر على ما أسمع من قبيح القول قال وما ذلك قال الناس يزعمون أن الظافر يفعل بابنك نصر وكان نصر خصيصا بالظافر وكان ملازما له ليله ونهاره وكان من اجمل الناس صورة وكان الظافر يتهم به فانزعج لذلك وعظم عليه وقال كيف الحيلة قال تقتله فيذهب عنا العار
فذكر الحال لولده نصر فاتفقا على قتله وقيل إن الظافر أقطع نصر بن عباس قرية قليوب وهي من أعظم قرى مصر فدخل إليه مؤيد الدولة بن منقذ وهو عند أبيه عباس قال له نصر قد أقطعني مولانا قرية قليوب فقال له مؤيد الدولة ما هي في مهرك بكثير
فعظم عليه وعلى أبيه وأنف من هذه الحال وشرع في قتل الظافر فأمر ابنه فحضر نصر عند الظافر وقال له اشتهي أن تجيء إلى داري لدعوة صنعتها ولا تكثر من الجمع فمشى معه في نفر يسير من الخدم ليلا فلما دخل الدار قتله ومن معه وأفلت خويدم صغير اختبأ فلم يروه ودفن القتلى في داره وأخبر أباه عباسا الخبر فبكر إلى القصر وطلب من الخدم الخصيصين بخدمة الظافر أن يطلبوا له إذنا في الدخول عليه لأمر يريد أن يأخذ رأيه فيه فقالوا إنه ليس في القصر فقال لا بد

الصفحة 394