كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)
@ 396 @
عباسا أسروا ابنه فأرسل الملك الصالح إلى الفرنج وبذل لهم مالا وأخذه منهم فسار من الشام مع أصحاب الصالح فلم يكلم أحدا كلمة واحدة إلى أن أرى القاهرة فأنشد
( بلى نحن كنا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجدود العواثر )
وأدخل القصر فكان آخر العهد به فإنه قتل وصلب على باب زويلة واستقصى الصالح البيوت الكبار والأعيان
وأدخل القصر فكان آخر العهد به فإنه قتل وصلب على باب زويلة واستقصى الصالح البيوت الكبار والأعيان بالديار المصرية فأمسك أهلها وأبعدهم عن ديارهم وأخذ أموالهم فمنهم من هلك ومنهم تفرق في البلاد والحجاز واليمن وغيرها فعل ذلك خوفا منهم أن يثوروا عليه وينازعوه في الوزارة وكان ابن منقذ قد هرب مع عباس فلما قتل هرب إلى الشام
$ ذكر حصر تكريت ووقعة بكمزا $
في هذه السنة أرسل الخليفة المقتفي لأمر الله رسولا إلى والي تكريت بسبب من عندهم من المأمورين وهم ابن الوزير وغيره فقبضوا على الرسول فسير الخليفة عسكرا إليهم فخرج أهل تكريت فقاتلوا العسكر ومنعوه من الدخول إلى البلد فسار الخليفة بنفسخ مستهل صفر فنزل على البلد فهرب أهله فدخل العسكر فشعثوا ونهبوا بعضه ونصب على القلعة ثلاثة عشرة منجنيقا فسقط من أسوارها برج وبقي الحصر كذلك إلى الخامس والعشرين من ربيع الأول وأمر الخليفة بالقتال والزحف فاشتد القتال وكثر القتلى ولم يبلغ منها غرضا فرحل عائدا إلى بغداد فدخلها آخر الشهر ثم أمر الوزير عون الدين بن هبيرة بالعودة إلى محاصرتها والاستعداد والاستكثار من الآلات للحصار فسار إليها سابع ربيع الآخر ونازلها وضيق عليها فول الخبر بأن مسعود بلال وصل إلى شهرابان ومعه البقش كون خروترشك وعسكر كثير ونهبوا البلاد فعاد الوزير إلى بغداد وكان سبب وصول هذا العسكر أنهم حثوا الملك محمد ابن السلطان محمود على قصد العراق فلم يتهيأ له ذلك
الصفحة 396
504