كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 397 @
فسير هذا العسكر وانضاف إليهم خلق كثير من التركمان فخرج الخليفة إليهم فأرسل بلال مسعود إلى تكريت وأخرج منها الملك أرسلان ابن السلطان طغرل بن محمد وكان محبوسا بتكريت وقال إن هذا سلطان نقاتل بين يديه بإزاء الخليفة والتقى العسكران عند بكمزا وبالقرب من يعقوبا ودام بينهم المناوشة والمحاربة ثمانية عشر يوما ثم إنهم التقوا آخر رجب فاقتتلوا فانهزمت ميمنة عسكر الخليفة وبعض القلب حتى بلغت الهزيمة بغداد ونهبت خزائنه وقتل خازنه فحمل الخليفة بنفسه هو وولي عهده وصاح يا آل هاشم كذب الشيطان وقرأ { ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا } وحمل باقي العسكر معه فانهزم مسعود والبقش وجميع من معهم وتمت الهزيمة وظفر الخليفة بهم وغنم عسكره جميع مال التركمان من دواب وغنم وغير ذلك فبيع كل كبش بدانق وكانوا قد حضروا بنسائهم وأولادهم وخركاواتهم وجميع مالهم فأخذ جميعه ونودي من أخذ من اولاد التركمان ونسائهم شيئا فليرده فردوه فأخذ البقش كون خر الملك أرسلان وانهزم إلى بلد اللحف وقلعة الماهكين
وفي هذه الحرب غدر بنو عوف من عسكر الخليفة ولحقوا بالعجم ومضى هندي الكردي أيضا معهم وكان الملك محمد قد أرسل عسكرا مع خاص بك بن آقسنقر نجدة لكون خر فلما وصلوا إلى الراذان بلغهم خبر الهزيمة فعاد ورجع الخليفة إلى بغداد فدخلها أوائل شعبان فوصل الخبر أن مسعود بلال وترشك قصدا مدينة واسط فنهبوا وخربوا فسير الخليفة الوزير ابن هبيرة في عسكر خاص عشر شعبان فانهزم العجم فلحقهم عسكر الخليفة ونهب منهم شيئا كثيرا وعاد إلى بغداد فلقب الوزير سلطان العراق ملك الجيوش وسير الخليفة عسكرا إلى بلد اللحف فأخذه وصار في جملته وأما الملك ألب أرسلان بن طغرل فإن البقش أخذه معه إلى بلده فأرسل إليه الملك محمد يقول له ليحضر عنده وأرسلان معه
فمات البقش كون خر في رمضان في هذه السنة وبقي أرسلان مع ابن البقش وحسن الجاندار فحملاه إلى الجبل فخاف السلطان محمد أن يصل أرسلان إلى زوج أمه أبي بكر فيجعله ذريعة إلى قهر البلاد فلم ينفعه حذره واتصل أرسلان بأبي بكر زوج أمه فصار معه وهو أخو بلهوان بن أيلدكز لأمه وطغرل الذي قتله خوارزم شاه ولد أرسلان هذا وكان طغرل آخر السلجوقية

الصفحة 397