كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)
@ 4 @
إلى فعلها بأبنائها بينما هذا منصور ملك من بيت ملك آل أمره إلى أن مات في بيت يهودي نسأل الله تعالى أن يحسن أعمالنا ويصلح عاقبة أمرنا في الدنيا والآخرة بمنه وكرمه
$ ذكر ملك تميم مدينة قابس أيضا $
في هذه السنة ملك تميم المعز مدينة قابس وأخرج منها أخاه عمرا وسبب ذلك أنها كان بها إنسان يقال له قاضي بن إبراهيم بن بلمونة فمات فولى أهلها عليهم عمرو بن المعز فأساء السيرة وكان قاضي بن إبراهيم عاصيا على تميم وتميم يعرض عنه فسلك عمرو طريقه في ذلك فأخرج تميم العساكر إلى أخيه عمرو ليأخذ المدينة منه فقال له أصحابه يا مولانا كان فيها قاضي توانيت عنه وتركته فلما وليها أخوك جردت إليه العساكر فقال لما كان فيها غلام من عبيدنا كان زواله سهلا علينا وأما اليوم ابن المعز بالمهدية وابن المعز بقابس هذا ما لا يمكن السكوت عليه
وفي فتحها يقول ابن خطيب سوسة القصيدة المشهورة التي أولها
( ضحك الزمان وكان يلقى عابسا ... لما فتحت بحد سيفك قابسا )
( الله يعلم ما حويت ثمارها ... إلا وكان أبوك قبل الغارسا )
( من كان في زرق الأسنة خاطبا ... كانت له قلل البلاد عرائسا )
( فابشر تميم بن المعز بفتكة ... تركتك من أكناف قابس قابسا )
( ولوا فكم تركوا هناك مصانعا ... ومقاصرا ومخالدا ومجالسا )
( فكأنها قلب وهن موساوس ... جاء اليقين عنه وساوسا )
$ ذكر ملك كربوقا الموصل $
في هذه السنة في ذي القعدة ملك قوام الدولة أبو سعيد كربوقا مدينة الموصل وقد ذكرنا أن تاج الدولة تتش أسره لما قتل آقسنقر وبوزان فلما أسره أبقى عليه طمعا في استصلاح حمية الأميرة أنز ولم يكن له بلد يملكه إذا قتله كما فعل بالأمير بوزان فإنه قتله واستولى على بلاده الرها وحران ولم يزل قوام الدولة محبوسا بحلب إلى أن قتل تتش وملك ابنه الملك رضوان حلبا فأرسل السلطان بركيارق رسولا يأمره بإطلاق وإطلاق أخيه النونتاش فلما سارا واجتمع عليهما كثير من العساكر البطالين فأتيا حران
الصفحة 4
504