كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 40 @
على خمسة فراسخ من أصبهان كانت لمؤيد الملك بن نظام الملك وانتقلت إلى جاولي سقاووا فجعل بها إنسانا تركيا فصادقه نجار باطني وأهدى له هدية جميلة ولزمه حتى وثق به وسلم إليه مفاتيح القلعة فعمل دعوة للتركي وأصحابه فسقاهم الخمر فأسكرهم واستدعى ابن عطاش فجاء في جماعة من أصحابه فسلم إليهم القلعة فقتلوا من بها سوى التركي فإنه هرب
وقوي ابن عطاش بها وصار له على أهل أصبهان القطائع الكثيرة
ومن قلاعهم المذكورة استوناوند وهي بين الري وآمل ملوكها بعد ملكشاه نزل منها صاحبها فقتل وأخذت منه
ومنها أردهن وملكها أبو الفتوح ابن أخت الحسن بن الصباح
ومنها كردكوه وهي مشهورة
ومنها قلعة الناظر بخوزستان وقلعة الطنبور وبينها وبين أرجان فرسخان أخذها أبو حمزة الإسكاف وهو من أهل أرجان سافر إلى مصر وعاد داعية لهم وقلعة خلادخان وهي بين فارس وخوزستان وأقام بها المفسدون نحو مائتي سنة يقطعون الطريق حتى فتحها عضد الدولة بن بويه وقتل من بها فلما صارت الدولة لملكشاه أقطعها الأمير أنز فجعل بها دارا فأنفذ إليه الباطنية الذين بأرجان يطلبون منه بيعها فأبى فقالوا نحن نرسل إليك من يناظرك حتى يظهر لك الحق فأجابهم إلى ذلك فأرسلوا إليه إنسانا ديلميا يناظره وكان للدزدلر مملوك قد رباه وسلم إليه مفاتيح القلعة فاستماله الباطني فأجابه إلى القبض على صاحبه وتسليم القلعة إليهم فقبض عليه وسلم القلعة إليهم ثم أطلقه واستولوا بعد ذلك على عدة قلاع هذه أشهرها
$ ذكر ما فعله جاولي سقاووا بالباطنية $
في هذه السنة قتل جاولي سقاووا خلقا كثيرا منهم
وسبب ذلك أن هذا الأمير كانت ولايته التي بين رامهرمز وأرجان فلما ملك الباطنية القلاع المذكورة بخوزستان وفارس وعظم شرهم وقطعوا الطريق بتلك البلاد واقف جماعة من أصحابه حتى أظهروا الشغب عليه وفارقوه وقصدوا الباطنية أنهم معهم وعلى رأيهم فأقاموا عندهم حتى وثقوا بهم ثم أظهر جاولي أن الأمراء بني برسق يريدون قصده وأخذ بلاده وأنه عازم على مفارقتها لعجزه عنهم والمسير إلى همذان فلما ظهر ذلك

الصفحة 40