كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 403 @

$ ثم دخلت سنة إحدى وخمسين وخمسمائة $
$ ذكر عصيان الجزائر وافريقية على ملك الفرنج بصقلية وما كان منهم $
قد ذكرنا سنة ثمان وأربعين وخمسمائة موت رجار ملك صقلية وملك ولده غليالم وأنه كان فاسد التدبير فخرج عن حكمه عدة من حصون صقلية فلما كان هذه السنة قوي طمع الناس فيه فخرج من طاعته جزيرة جربة وجزيرة فرقنة وأظهروا الخلاف عليه وخالف عليه أهل افريقية فأول من أظهر الخلاف عليه عمر بن أبي الحسين الفريابي بمدينة سفاقس وكان رجار قد استعمل عليها لما فتحها أباه أبا الحسين وكان من العلماء الصالحين فأظهر العجز والضعف وقال استعمل ولدي
فاستعمله وأخذ أباه رهينة إلى صقلية فلما أراد المسير إليها قال لولده عمر إنني كبير السن وقد قارب أجلي فمتى أمكنتك الفرصة في الخلاف على العدو فافعل ولا تراقبهم ولا تنظر في أنني أقتل واحسب أني قدمت
فلما وجد هذه الفرصة دعا أهل المدينة إلى الخلاف وقال يطلع جماعة منكم إلى السور وجماعة يقصدون مساكن الفرنج والنصارى جميعهم ويقتلونهم كلهم فقالوا له إن سيدنا الشيخ والدك نخاف عليه قال هو أمرني بهذا وإذا قتل بالشيخ ألوف من الاعداء فما مات
فلم تطلع الشمس حتى قتلوا الفرنج عن آخرهم وكان ذلك أول سنة إحدى وخمسين وخمسمائة ثم اتبعه يحيى بن مطروح بطرابلس وبعدهما محمد بن رشيد بقابس وسار عسكر عبد المؤمن إلى بونة فملكها وخرج جميع افريقية عن حكم الفرنج ما عدا المهدية وسوسة وأرسل عمر بن أبي الحسين إلى زويلة وهي مدينة بينها وبين المهدية نحو ميدان يحرضهم على الوثوب على من معهم فيها من النصارى فعلوا ذلك وقدم عرب البلاد إلى زويلة فأعانوا أهلها على من

الصفحة 403