كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 407 @
أنوشتكين وكان قد أصابه فالج فتعالج منه فلم يبرأ فاستعمل أدوية شديدة الحرارة بغير أمر الأطباء فاشتد مرضه وضعفت قوته فتوفي وكان يقول عند الموت
( ما أغنى عني ماليه ... هلك عني سلطانيه )
وكانت ولادته في رجب سنة تسعين وأربعمائة ولما توفي ملك بعده ابنه أرسلان فقتل نفرا من أعمامه وسمل أخا له فمات بعد ثلاثة أيام وقيل بل قتل نفسه وأرسل إلى السلطان سنجر وكان قد هرب من أسر الغز على ما نذكره ببذل الطاعة والانقياد فكتب له منشورا بولاية خوارزم وسير الخلع له في رمضان فبقي في ولايته ساكنا آمنا وكان أتسز حسن السيرة كافا عن أموال رعيته منصفا لهم محبوبا لهم مؤثرا للاحسان والخير إليهم وكان الرعية معه بين أمن غامر وعدل شامل
وفي سابع عشر الشهر المذكور توفي أبو الفوارس بن محمد بن ارسلان شاه ملك كرمان وملك بعده ابنه سلجوق شاه
وفيها توفي الملك مسعود بن قلج أرسلان بن سليمان قتلمش صاحب قونية وما يجاورها من بلاد الروم وملك بعده ابنه قلج أرسلان
$ ذكر هرب السلطان سنجر من الغز $
في هذه السنة في رمضان هرب السلطان سنجر بن ملكشاه من أسر الغز وجماعة من الأمراء الذين معه وسار إلى قلعة ترمذ واستظهر بها على الغز وكان خوارزم شاه أتسز بن محمد بن أنوشتكين والخاقان محمود بن محمد يقصدان الغز فيقاتلانهم فيمن معهما فكانت الحرب بينهم سجالا وغلب كل واحد من الغز والخراسانيين على ناحية من خراسان فهو يأكل دخلها لا رأس لهم يجمعهم وسار السلطان سنجر من ترمذ إلى جيحون يريد العبور إلى خراسان فاتفق أن مقدم الأتراك القارغلية واسمه علي بك توفي وكان أشد شيء على السلطان سنجر وعلى غيره وكذلك غيره كثير الشر والفساد وإثارة الفتن فلما توفي أقبلت القارغلية على السلطان سنجر وكذلك غيرهم من سائر الامم من أقاصي البلاد وأدانيها وعاد إلى دار ملكه بمرو في رمضان فكانت مدة أسره مع الغز من سادس جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين إلى رمضان سنة إحدى وخمسين وخمسمائة
$ ذكر البيعة لمحمد بن عبد المؤمن بولاية عهد أبيه $
في هذه السنة أمر عبد المؤمن بالبيعة لولده محمد بولاية عهده وكان الشرط

الصفحة 407