كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 41 @
وسار قال من عند الباطنية من أصحابه لهم الرأي أننا نخرج إلى طريقه ونأخذه وما معه من الأموال فساروا إليه في ثلاثمائة من أعيانهم وصناديدهم فلما التقوا صار من معهم من أصحاب جاولي عليهم ووضعوا السيف فيهم فلم يفلت منهم سوى ثلاثة نفر صعدوا إلى الجبل وهربوا وغنم جاولي ما معهم من دواب وسلاح وغير ذلك
$ ذكر قتل صاحب كرمان الباطني وملك غيره $
كان تيرانشاه بن قاروت بك هو الذي قتل الأتراك الإسماعيلية وليسوا منسوبين إلى هذه الطائفة الباطنية إنما نسبوا إلى أمير اسمه إسماعيل وكانوا من أهل السنة قتل منهم الفي رجل صبرا وقطع أيدي ألفين ونفق عليه إنسان يقال له أبو زرعة كان كاتبا بخوزستان فحسن له مذهب الباطنية فأجاب إليه وكان عنده فقيه حنفي يقال له أحمد بن الحسين البلخي كان مطاعا في الناس فأحضره عنده ليلا وأطال الجلوس معه فلما خرج من عنده أتبعه بمن قتله فلما أصبح الناس دخلوا عليه وفيهم صاحب جيشه فقال لتيرانشاه أيها الملك من قتل هذا الفقيه أيها الملك من قتل هذا الفقيه فقال أنت شحنة البلد تسألني من قتله فقال أنا أعرف قاتله ونهض من عنده ففارقه في ثلاثمائة فارس وسار إلى أصبهان فأرسل في أثره ألفي فارس ليردوه فقاتلهم وهزمهم وصار إلى أصبهان وبها السلطان محمد ومؤيد الملك فأكرمه السلطان وقال أنت والد الملوك وامتعض عسكر كرمان بعد مسيره واجتمعوا وقاتلوا تيرانشاه وأخرجوه عن مدينة بردسير التي هي مدينة كرمان فلما فارقها اتفق القاضي والجند وأقاموا أرسلانشاه بن كرمانشاه بن قاروت بك وسارتيرانشاه إلى مدينة بم من كرمان فحاربه أهلها ومنعوه منها وأخذوا ما معه من أموال وجواهر وقصد قلعة سميرم وتحصن بها وفيها أمير يعرف بمحمد بهستون فأرسل أرسلانشاه جيشا حصروا القلعة فقال محمد بهستون لتيرانشاه انصرف عني فلست أرى الغدر بك وأنا رجل مسلم ومقامك عندي يؤذيني وأتهم بك في ديني فلما عزم على الخروج أرسل محمد بهستون إلى مقدم الجيش الذين يحاصرونهم يعلمه بمسير تيرانشاه فجرد عسكرا إلى طريقه فخرجوا عليه وأخذوه وما معه وأخذوا أيضا أبا زرعة فأرسل أرسلانشاه فقتلهما وتسلم جميع بلاد كرمان
$ ذكر السبب في قتل بركيارق الباطنية $
لما اشتد أمر الباطنية وقويت شوكتهم وكثر عددهم صار بينهم وبين أعدائهم ذحول

الصفحة 41