كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 420 @

$ ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة $
$ ذكر الحرب بين سنقر وأرغش $
في هذه السنة كان حرب شديدة بين سنقر الهمذاني وأرغش المسترشدي وسببها أن سنقر الهمذاني كان قد نهب سواد بغداد بطريق خراسان وكثر جمعه فخرج الخليفة المقتفي لأمر الله في جمادى الأولى بنفسه يطلبه فلما وصل إلى بلد اللحف قال له الأمير خطلوبرس أنا أكفيك هذا المهم وكان بينه وبين سنقر مودة فركب إليه وتلاقيا وجرى بينهما عتاب طويل لأجل خروجه عن طاعة الخليفة فأجاب سنقر إلى الطاعة وعاد خطلوبرس وأصلح حاله فأقطعه بلد اللحف والأمير أرغش فرآه محتزرا فتحاربا واقتتلا قتالا شديدا وغدر بأرغش أصحابه فعاد منهزما إلى بغداد وانفرد سنقر ببلد اللحف وخطب فيه للملك محمد فسير من بغداد عسكرا لقتاله مقدمهم خطلوبرس فجرت بينهما حرب شديدة انهزم في آخرها سنقر وقتلت رجاله ونهبت أمواله التي في العسكر وسار هو إلى قلعة الماهكي وأخذ ما كان له فيها واستخلف فيها بعض غلمانه وسار هو إلى همذان فلم يلتفت إليه الملك محمد شاه فعاد إلى قلعة الماهكي
$ ذكر الحرب بين شملة وقايماز السلطاني $
في هذه السنة أيضا كان قتال بين شملة صاحب خوزستان ومعه ابن مكلية وبين قايماز السلطاني في ناحية بادرايا فجمعا عسكرهما وسارا إليه فأتاه الخبر بذلك وهو يشرب فلم يحفل بذلك وركب إليهم في نحو ثلاثمائة فارس وكان معجبا بنفسه فحمل عليهم واختلط بهم فأحدقوا به وقاتل أشد قتال فانهزم أصحابه وأخذ هو أسيرا فتسلمه إنسان تركماني كان له عليه دم لأنه قتل ابنا

الصفحة 420