كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)
@ 423 @
خبوشان اسمها زانك وبها حصن فسمع الغز بوصوله إلى زانك فساروا إليه وحصروه فيه فخرج منه هاربا فرآه واحد من الغز فأخذه فوعده بمال جزيل إن أطلقه فقال الغزي وأين المال فقال هو مودع في بعض هذه الجبال فسار هو والغزي فوصلا إلى جدار قرية فيها بساتين وعيون فقال للفارس المال ههنا وصعد الجدار ونزل من ظهره ومضى هاربا فرأى الغز قد ملؤوا الأرض فدخل قرية فعرفه طحان فيها فأعلم زعيم القرية به وطلب منه مركبا فأتاه بما أراد وأعانه على الوصول إلى نيسابور فوصل إليها واجتمعت العساكر وقوي أمره وعاد إلى حاله وأحسن إلى الطحان وبالغ في الإحسان إليه
$ ذكر اجتماع السلطان محمود مع الغز وعودهم إلى نيسابور $
لما عاد الغز ومعهم محمد بن محمود الخان إلى نيسا وأبيورد كما ذكرناه خرج والده السلطان محمود الخان وكان هناك فيمن معه من العساكر الخراسانية فاجتمع بهم واتفقت الكلمة على طاعته وأراد عمارة البلاد وحفظها فلم يقدر على ذلك فلما اجتمعوا ساروا إلى نيسابور وبها المؤيد أي أبه في شعبان فلما سمع بقربهم منه رحل عنها إلى خواف في سادس عشرة ووصلوا إليها في الحادي والعشرين منه ونزلوا فيه وخافهم الناس خوفا عظيما فلم يفعلوا بهم شيئا وساروا عنها في السادس والعشرين منه إلى سرخس ومرو وكان بها الفقيه المؤيد بن الحسين الموفقي رئيس الشافعية وله بيت قديم وهو من أجناد الإمام أبي سهل الصعلوكي وله مصاهرة إلى بيت أبي المعالي الجويني وهو المقدم في البلد والمشار إليه وله من الأتباع ما لا يحصى فاتفق أن بعض أصحابه قتل إنسانا من الشافعية اسمه أبو الفتوح الفستقاني خطأ وهذا أبو الفتوح له تعلق بنقيب العلويين بنيسابور وهو ذخر الدين أبو القاسم زيد بن الحسن الحسيني وكان هذا النقيب هو الحاكم هذه المدة بنيسابور فغضب من ذلك وأرسل إلى الفقيه المؤيد يطلب منه القاتل ليقتص منه ويتهدده إن لم يفعل فامتنع المؤيد من تسليمه وقال لا مدخل لك من اصحابنا إنما حكمك على الطائفة العلويين فجمع النقيب أصحابه ومن يتبعه وقصد الشافعية فاجتمعوا له وقاتلوه فقتل منهم جماعة ثم إن النقيب أحرق سور العطارين وأحرقوا سكة معاد أيضا وسكة باغ طاهر ودار إمام الحرمين أبي المعالي الجوينس وكان
الصفحة 423
504