كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 426 @
بيوتهم فنهبوا الأموال وأخذوا النساء والأطفال وأحرقوا ما لم يقدروا على حمله وعاد التركمان فرأوا ما فعل بهم فتبعوا أثر الإسماعيلية فأدركوهم وهم يقتسمون الغنيمة فكبروا وحملوا عليهم ووضعوا فيهم السيف فقتلوهم كيف شاؤوا حتى أفنوهم قتلا وأسرا ولم ينج إلا تسعة رجال لا غير
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة كثر فساد التركمان أصحاب ترجم الإيوائي بالجبل فسير إليهم من بغداد عسكر مقدمهم منكبرس المسترشدي فلما قاربهم اجتمع التركمان فالتقوا واقتتلوا هم ومنكبرس فانهزم التركمان أقبح هزيمة وقتل بعضهم وأسر بعض وحملت الرؤوس والأسارى إلى بغداد
وفيها حج الناس فلما وصلوا إلى مدينة النبي وصل لهم الخبر أن العرب قد اجتمعت لتأخذهم فتركوا الطريق وسلكوا طريق خيبر فوجدوا مشقة شديدة ونجوا من العرب
وفيها توفي الشيخ نصر بن منصور بن الحسين العطار أبو القاسم الحراني ومولده بحران سنة أربع وثمانين وأربعمائة وأقام ببغداد وكثر ماله وصدقاته أيضا زكان يقرأ القرآن وهو والد ظهير الدين الذي حكم في دولة المستضيء بأمر الله على ما نذكره إن شاء الله
وفيها توفي أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي ببغداد وهو سجزي الأصل هروي المنشأ وكان قدم إلى بغداد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة يريد الحج فسمع الناس بها عليه صحيح البخاري وكان عالي الإسناد فتأخر لذلك عن الحج فلما كان هذه السنة عزم على الحج فمات
وفيها توفي يحيى بن سلامة بن الحسن بن محمد الفضل الحصكفي الأديب بميافارقين وله شعر حسن ورسائل جيدة مشهورة وكان يتشيع ومولده بطنزة فمن شعره

الصفحة 426