كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 43 @
مشايخهم عن الذي يقال فيهم فأنكروا وجحدوا فأطلقهم واتهم أيضا الكيا الهراس المدرس بالنظامية بأنه باطني ونقل ذلك عنه إلى السلطان محمد فأمر بالقبض عليه فأرسل المستظهر بالله من استخلصه وشهد له بصحة الاعتقاد وعلو الدرجة في العلم فأطلق
$ ذكر حصر الأمير بزغش قهستان وطبس $
في هذه السنة جمع الأمير بزغش وهو أكبر أمير مع السلطان سنجر جموعا كثيرة وقواهم بالمال والسلاح وسار إلى بلد الإسماعيلية فنهبه وخربه وقتل فيهم فأكثر وحصر طبس وضيق عليها بالمنجنيق فخرب كثيرا من سورها وضعف من بها ولم يبق إلا أخذها فأرسلوا إليه الرشا الكثيرة واستنزلوه عما كان يريده منهم فرحل عنهم وتركهم فعادوا عمارة ما انهدم من سورها وملؤوها ذخائر من سلاح وأقوات وغير ذلك ثم عاودهم بزغش سنة سبع وتسعين فكان ما نذكره عن شاء الله تعالى
$ ذكر ما ملك الفرنج من الشام $
فيها سار كندفري ملك الفرنج بالشام وهو صاحب البيت المقدس إلى مدينة عكا بساحل الشام فحصرها فأصابه سهم فقتله
وكان قد عمر مدينة يافا وسلمها إلى قمص من الفرنج اسمه طنكري فلما قتل كندفري سار أخوه بغدوين إلى البيت المقدس في خمسمائة فارس وراجل فبلغ الملك دقاق صاحب دمشق خبره فنهض إليه في عسكره ومعه الأمير جناح الدولة في جموعه فقاتله فنصر على الفرنج
وفيها ملك الفرنج مدينة سروج منن بلاد الجزيرة وسبب ذلك أن الفرنج كانوا قد ملكوا مدينة الرها بمكاتبة من أهلها لأن أكثرهم أرمن وليس بها من المسلمين إلا القليل فلما كان الآن جمع سقمان بسروح جمعا كثيرا من التركمان وزحف إليهم فلقوه وقاتلوه فهزموه في ربيع الأول فلما تمت الهزيمة على المسلمين سار الفرنج إلى سروج فحصروها وتسلموها وقتلوا كثيرا من أهلها وسبوا حريمهم ونهبوا أموالهم ولم يسلم إلا من مضر منهزما
وفيها ملك الفرنج مدينة حيفا وهي بالقرب من عكة على ساحل البحر ملكوها عنوة وملكوا أرسوف بالأمان وأخرجوا أهلها منها
وفيها في رجب ملكوا مدينة قيسارية بالسيف وقتلوا أهلها ونهبوا ما فيها

الصفحة 43