$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة في شهر رمضان قدم الخلفية المستظهر بالله بفتح جامع القصر وأن يصلي فيه صلاة التراويح ولم يكن جرت بذلك عادة وأمر بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم هذا أيضا لم تجربه عادة وإنما ترك الجهر بالبسملة في جوامع بغداد لأن العلويين أصحاب مصر كانوا يجهرون بها فترك ذلك مخالفة لهم لا اتباعا لمذهب أحمد الإمام وأمر أيضا بالقنوت على مذهب الشافعي فلما كانت الليلة التاسعة والعشرون ختم في جامع القصر وازدحم الناس عنده وكان زعيم الرؤساء أوب القاسم علي بن فخر الدولة بن جهير أخو عميد الدولة قد أطلق من الاعتقال فاختلط بالناس وخرج إلى ظاهر بغداد من ثلة في السور وسار إلى سيف الدولة صدقة بن مزيد فاستقبله وأنزله وأكرمه
وفيها في المحرم توفي جمال الدولة أبو نصر ابن رئيس الرؤساء ابن المسلمة وهو أستاذ دار الخلفية
وفيه توفي القاضي أحمد بن محمد بن عبد الواحد أو منصور بن الصباغ الفقيه الشافعي وأخذ الفقه عن ابن عمه الشيخ أبي نصر بن الصباغ وكان يصوم الدهر وروى الحديث عن القاضي أبي الطيب الطبري وغيره
وفيه توفي شرف الملك أبو سعد محمد بن منصور المستوفي الخوارزمي بأصبهان وكان مستوفيا في ديوان السلطان ملكشاه فبذل مائة ألف دينار حتى ترك الاستيفاء وبنى مشهدا على قبر أبي حنيفة رحمة الله عليه ومدرسة بباب الطاق ومدرسة بمرو جميعها للحنفيين
وفيها في صفر توفي القاضي أبو المعالي عزيزي وكان شافعيا أشعريا وهو من جيلان وله مصنفات كثيرة حسنة وكان ورعا مع أهل باب الأزج أخبار ظريفة وكان قاضيا عليهم وكانوا يبغضونه ويبغضهم وتوفي أسعد بن مسعود بن علي بن محمد أبو إبراهيم الشعشي من ولد عتبة بن غزوان نيسابوري ولد سنة أربع وأربعمائة وروى عن أبي بكر الحميري وغيره
وتوفي في صفر محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن محمد بن طوق أبو الفضائل الربعي الموصلي الفقيه الشافعي تفقه على أبي إسحاق الشيرازي وسمع الحديث من أبي الطيب الطبري وغيره وكان ثقة صالحا
وتوفي في ربيع الأول منها محمد بن علي بن عبيد الله بن أحمد بن صالح بن سليمان بن ودعان أبو نصر القاضي الموصلي وهو صاحب الأربعين الودعانية وقد تكلموا فيها فقيل إنه سررقها وكانت تصنيف