كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 459 @
بسلاحهم ووقع القتال بينهم فقتل جماعة ونهب جماعة من الحاج وأهل مكة فرجع أمير الحاج ولم يدخل مكة ولم يقم بالزاهر غير يوم واحد وعاد كثير من الناس رجالة لقتل الجمال ولقوا شدة
وممن حج هذه السنة جدتنا أم أبينا ففاتها الطواف والسعي فاستفتى لها الشيخ الإمام أبو القاسم بن البرزي فقال تدوم على ما بقي عليها من إحرامها وإن أحبت تفدي وتحل من إحرامها إلى قابل وتعود إلى مكة فتطوف وتسعى فتكمل الحجة الأولى ثم تحرم إحراما ثانيا وتعود إلى عرفات فتقف وترمي الجمار وتطوف وتسعى فتصير لها حجة ثانية فبقيت على إحرامها إلى قابل وحجت وفعلت كما قال فتم حجها الأول والثاني
وفيها نزل بخراسان برد كثير عظيم المقدار أواخر نيسان وكان أكثره بجوين ونيسابور وما والاهما فأهلك الغلات ثم جاء بعده مطر كثير دام عشرة أيام
وفيها في جمادى الآخرة وقع الحريق ببغداد احترق سوق الطيوريين والدور التي تليه مقابلة إلى سوق الصفرة الجديد والخان الذي في الرحبة ودكاكين البزوريين وغيرها
وفيها توفي الكيا الصباحي صاحب ألموت مقدم الإسماعيلية وقام ابنه مقامه فأظهر التوبة وأعاد هو ومن معه الصلوات وصيام شهر رمضان وأرسلوا إلى قزوين يطلبون من يصلي بهم ويعلمهم حدود الإسلام فأرسلوا إليهم
وفيها في رمضان درس شرف الدين يوسف الدمشقي في المدرسة النظامية ببغداد وكان مدرسا بمدرسة أبي حنيفة وكان موته في ذي القعدة
وفيها توفي صدقة ابن وزير الواعظ
وفيها في المحرم توفي الشيخ عدي بن مسافر الزاهد المقيم ببلد الهكارية من أعمال الموصل وهو من الشام من بلد بعلبك فانتقل إلى الموصل وتبعه أهل السواد والجبال بتلك النواحي وأطاعوه وحسنوا الظن فيه وهو مشهور جدا

الصفحة 459