كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 46 @

$ ثم دخلت سنة خمس وتسعين وأربعمائة $
$ ذكر وفاة المستعلي بالله وولاية الأمر بأحكام الله $
في هذه السنة توفي المستعلي بالله العلوي الخليفة المصري لسبع عشرة خلت من صفر وكان مولده في العشرين من شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة
وكانت خلافته سبع سنين وقريب من شهرين وكان المدير لدولته الأفضل ولما توفي ولي بعده ابنه أبو علي المنصور ومولده ثالث عشر المحرم سنة تسعين وأربعمائة وبويع له بالخلافة في اليوم الذي مات فيه أبوه وله خمس سنين وشهر وأربعة أيام ولقب الآمر بأحكام الله ولم يكن بالخلافة قط أصغر منه ومن المستنصر وكان المستنصر أكبر من هذا ولم يقدر يركب وحده على الفرس لصغر سنه وقام بتدبير دولته الأفضل ابن أمير الجيوش أحسن قيام ولم يزل كذلك يدبر الأمر إلى أن قتل سنة خمس عشرة وخمسمائة
$ ذكر الحرب بين السلطان بركياق والسلطان محمد والصلح بينهما $
في هذه السنة في صفر كان المصاف الثالث بين السلطان بركيارق ومحمد قد ذكرنا سنة أربع وتسعين قدوم السلطان محمد إلى بغداد ورحيل السلطان بركيارق عنها إلى واسط مريضا فأقام السلطان محمد ببغداد إلى سابع عشر المحرم من هذه السنة وسار عنها هو وأخوه السلطان سنجر يقصد خراسان والسلطان محمد يقصد همذان
فلما سار محمد عن بغداد وصلت الأخبار أن بركيارق قد اعترض خاص الخليفة بواسط وسمع منه في حق الخليفة ما يقبح نقله فأرسل الخليفة وأعاد السلطان محمدا إلى بغداد وذكر له ما نقل إليه عزم على الحركة مع محمد إلى قتال بركيارق فقال السلطان محمد لا حاجة إلى حركة أمير المؤمنين فإني أقوم في هذا القيام المرضي وسار عائدا ورتب ببغداد أبا المعالي المفضل بن عبد

الصفحة 46