كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 461 @

$ ذكر وفاة عبد المؤمن وولاية ابنه يوسف $
في هذه السنة في العشرين من جمادى الآخرة توفي عبد المؤمن بن علي صاحب بلاد المغرب وأفريقية والأندلس وكان قد سار من مراكش إلى سلا فمرض بها ومات ولما حضره الموت جمع شيوخ الموحدين من أصحابه وقال لهم قد جربت ابني محمدا فلم أره يصلح لهذا الأمر وإنما يصلح له ابن يوسف وهو أولى بها فقدموه ووصاهم به وبايعوه ودعي بأمير المؤمنين وكتموا موت عبد المؤمن وحمل من سلا في محفة بصورة مريض إلى أن وصل إلى مراكش وكان ابنه أبو حفص في تلك المدة حاجبا لأبيه فبقي مع أخيه على مثل حاله مع أبيه يخرج فيقول للناس أمير المؤمنين أمر بكذا ويوسف يقعد مقعد أبيه إلى أن كملت المبايعة له في جميع البلاد واستقرت قواعد الأمور ثم أظهر موت أبيه عبد المؤمن فكانت ولايته ثلاثة وثلاثين سنة وشهورا وكان عاقلا حازما سديد الرأي حسن السياسة للأمور كثير البذل للأموال إلا أنه كان كثير السفك لدماء المسلمين على الذنب الصغير وكان يعظم أمر الدين ويقويه ويلزم الناس في سائر بلاده بالصلاة ومن رآه وقت الصلاة غير مصل قتل
وجمع الناس بالغرب على مذهب مالك في الفروع وعلى مذهب أبي الحسن الأشعري في الأصول
وكان الغالب على مجلسه أهل العلم والدين المرجع إليهم والكلام معهم ولهم
$ ذكر ملك المؤيد أعمال قومس والخطبة للسلطان أرسلان بخراسان $
في هذه السنة سار المؤيد أي أبه صاحب نيسابور إلى بلاد قومس فملك بسطام ودامغان واستناب بقومس مملوكه تنكز فأقام تنكز بمدينة بسطام فجرى بين تنكز وبين شاه مازندران اختلاف أدى إلى الحرب فجمع كل منهما عسكره والتقوا أوائل ذي الحجة في هذه السنة واقتتلوا فانهزم عسكر مازندران وأخذت أسلابهم وقتل منهم طائفة كبيرة ولما ملك المؤيد بلاد قومس أرسل إليه السلطان أرسلان بن طغرل بن محمد بن ملكشاه خلعا نفيسة وألوية معقودة وهدية جليلة وأمره أن يهتم بإشعاث بلاد خراسان ويتولى ذلك أجمع وأن يخطب له فلبس المؤيد الخلع فخطب له في البلاد التي هي بيده وكان السبب في هذا أتابك شمس الدين أيلدكز فإنه كان هو الذي يحكم في مملكة أرسلان وليس لأرسلان غير الاسم وكان بين

الصفحة 461