كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 462 @
أيلدكز وبين المؤيد مودة ذكرناها عند قتل المؤيد فلما أطاع المؤيد السلطان أرسلان خطب له ببلاد وهي قومس ونيسابور وطوس وأعمال نيسابور جميعها و من نسا إلى طبس كنكلي وكان يخطب لنفسه بعد أرسلان وكانت الخطبة في جرجان ودهستان لخوارزمشاه بن أرسلان بن أتسز وبعده للأمير إيثاق وكانت الخطبة في مرو وبلخ وهراة وسرخس وهذه البلاد بيد الغز إلى هراة فإنها بيد الأمير ايتكين وهو مسالم للغز فكانوا يخطبون للسلطان سنجر فيقولون اللهم اغفر للسلطان السعيد المبارك سنجر وبعده للأمير الذي هو الحاكم في تلك البلاد
$ ذكر قتل الغز ملك الغور $
في هذه السنة في رجب قتل سيف الدين محمد بن الحسين الغوري ملك الغور قتله الغز وسبب ذلك أنه جمع عساكره وحشد فأكثر وسار من جبال الغور يريد الغز وهو ببلخ واجتمعوا وتقدموا اليه فاتفق أن ملك الغور خرج من معسكره في جماعة من خاصته جريدة فسمع به أمراء الغز فساروا يطلبونه مجدين قبل أن يعود إلى معسكره فأوقعوا به فقاتلهم أشد قتال رآه الناس فقتل ومعه نفر ممن كان معه وأسر طائفة وهربت طائفة فلحقوا بمعسكرهم وعادوا إلى بلادهم منهزمين لا يقف الأب على أبيه ولا الأخ على أخيه وتركوا كل ما معهم بحاله ونجوا بنفوسهم فكان عمر ملك الغور لما قتل نحو عشرين سنة وكان عادلا حسن السيرة فمن عدله وخوفه عاقبة الظلم أنه حاصر أهل هراة فلما ملكها أراد عسكره منها وقال هذا خير من أن تنبهوا أموال المسلمين وتسخطوا الله تعالى فإن الملك يبقي على الكفر ولا يبقي على الظلم ولما قتل عاد الغز إلى بلخ ومرو وقد غنموا شيئا كثيرا من العسكر الغوري لأن أهله تركوه ونجوا
$ ذكر انهزام نور الدين محمود من الفرنج $
في هذه السنة انهزم نور الدين محمود بن زنكي من الفرنج تحت حصن الأكراد وهي الوقعة المعروفة بالبقيعة تحت حصن الأكراد محاصرا له وعازما على قصد طرابلس ومحاصرتها فبينما الناس يوما في خيامهم وسط النهار لم يرعهم إلا ظهور صلبان الفرنج من وراء الجبل الذي عليه حصن الأكراد وذلك أن الفرنج اجتمعوا

الصفحة 462