كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 464 @

$ ذكر إجلاء بني أسد من العراق $
في هذه السنة أمر الخليفة المستنجد بالله بإهلاك بني أسد أهل الحلة المزيدية لما ظهر من فسادهم ولما كان في نفس الخليفة منهم من مساعدتهم السلطان محمدا لما حصر بغداد فأمر يزدن بن قماج بقتالهم وإجلائهم من البلاد وكانوا منبسطين في البطائح واللوير فلا يقدر عليهم فتوجه يزدن إليهم وجمع عساكر كثيرة من فارس وراجل وأرسل إلى ابن معروف مقدم المتفق وهو بأرض البصرة فجاء في خلق كثير وحصرهم وسكر عنهم الماء وصابرهم مدة فأرسل الخليفة يعتب على يزدن ويعجزه وينسبه إلى موافقته في التشيع وكان يزدن يتشيع فجد هو وابن معروف في قتالهم والتضييق عليهم وسد مسالكهم في الماء فاستسلموا حينئذ فقتل منهم أربعة آلاف قتيل ونودي فيمن بقي من وجد بعد هذا في الحلة المزيدية فقد حل دمه فتفرقوا في البلاد ولم يبق منهم بالعراق من يعرف وسلمت بطائحهم إلى ابن معروف وبلادهم
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة وقع في بغداد حريق في باب درب فراشا إلى مشرعة الصباغين من الجانبين
وفيها في رجب توفي سديد الدولة أبو عبد الله بن عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الكريم المعروف بابن الأنباري كاتب الإنشا بديوان الخلافة وكان فاضلا أديبا ذا تقدم كثير عند الخلفاء والسلاطين وخدم من سنة ثلاثين وخمسمائة إلى الآن في ديوان الخلافة وعاش حتى قارب تسعين سنة وهو من الشعراء المشهورين إلا أنه كثير الهجو ومن شعره
( يا من هجرت ولا تبالي ... هل ترجع دولة الوصال )
( هل أطمع يا عذاب قلبي ... أن ينعم في هواك بالي )
( الطرف كما عهدت باك ... والجسم كما ترين بال )
( ما ضرك أن تعلليني ... في الوصل بموعد المحال )
( أهواك وأنت حظ غيري ... يا قاتلتي فما احتيالي )
وهي أكثر من هذا

الصفحة 464