كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 478 @
( نقول ولكن أين من يتفهم ... ويعلم وجه الرأي والرأي مبهم )
( وما كل من قاس الأمور وساسها ... يوفق للأمر الذي هو أحزم )
( وما أحد في الملك يبقى مخلدا ... وما أحد مما قضى الله يسلم )
( أمن بعد ما ذاق العدا طعم حربكم ... بفيهم وكانت وهي صاب وعلقم )
( رجعتم إلى حكم التنافس بينكم ... وفيكم من الشحناء نار تضرم )
( أما عندكم من يتقي الله وحده ... أما في رعاياكم من الناس مسلم )
( تعالوا لعل الله ينصر دينه ... إذا ما نصرنا الدين نحن وأنتم )
( وتنهض نحو الكافرين بعزمة ... بأمثالها تحوى البلاد وتقسم )
وهي أطول من هذا
هكذا ذكر بعض العلماء هذه الحادثة وأن الصالح أرسل بهذا الشعر فإن كان الشعر للصالح فينبغي أن بكون الحادثة قبل هذا التاريخ ويحتمل أن يكون هذا التنافس كان أيام الصالح فكتب الأبيات ثم امتد إلى الآن
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة في صفر وقع بأصفهان فتنة عظيمة بين صدر الدين عبد اللطيف ابن الخجندي وغيره من أصحاب المذاهب بسبب التعصب للمذاهب فدام القتال بين الطائفتين ثمانية أيام متتابعة قتل فيها خلق كثير واحترق وهدم كثير من الدور والأسواق ثم افترقوا على أقبح صورة
وفيها بنى الإسماعيلية قلعة بالقرب من قزوين فقيل لشمس الدين ايلدكز عنها فلم يكن له إنكار لهذه الحال خوفا من شرهم وغائلتهم فتقدموا بعد ذلك إلى قزوين فحصروها وقاتلهم أهلها أشد قتال رآه الناس وحكى لي بعض أصدقائنا بل مشايخنا من الأئمة الفضلاء قال كنت بقزوين أشتغل بالعلم وكان بها إنسان يقود جمعا كبيرا وكان موصوفا بالشجاعة وله عصابة حمراء إذا قاتل عصب بها رأسه قال فكنت أحبه وأشتهي الجلوس معه قال فبينما أنا عنده يوما وإذا هو يقول كأني بالملاحدة وقد قصدوا البلد غدا فخرجنا إليهم وقاتلناهم فكنت أول الناس وأنا متعصب بهذه العصابة فقاتلناهم فلم يقتل غيري ثم ترجع الملاحدة ويرجع

الصفحة 478