كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 48 @
فاجتمعوا واتفقوا على الصلح لما قد عم الناس من الضرر والملل والوهن فاستقرت القاعدة أن يكون بركيارق السلطان ومحمد الملك ويضرب له ثلاث نوب ويكون له من البلاد جنزة وأعمالها وأذربيجان وديار بكر والجزيرة والموصل وأن يمده السلطان بركيارق بالعساكر حتى يفتح ما يمتنع عليه منها وحلف كل واحد منهما لصاحبه
وانصرف الفريقان من المصاف رابع ربيع الأول وسار بركيارق إلى مرج قراتكين قاصدا ساوة والسلطان محمد إلى أسداباذ وتفرق العسكر وقصد كل أمير قطاعه
$ ذكر الحرب بين السلطان بركيارق ومحمد وانفساخ الصلح بينهما $
في هذه السنة في جمادى الأولى كان المصاف الرابع بين السلطان بركيارق وأخيه محمد
وكان سببه أن السلطان محمد سار من روذراور من الوقعة المذكورة إلى أسداباذ ومنها إلى قزوين ونسب الأمراء الذين سعوا في ذلك الصلح إلى المخامرة عليه والتقاعد به
فوضع رئيس قزوين أن يتوسل إليه بأولئك الأمراء ليحضر دعوته فاستشفع بهم إلى السلطان فحضر دعوته بعد أن امتنع ووصى خواصه بحمل السلاح تحت أقبيتهم وحضر الدعوة ومعه الأمير أيتكين وبسمل فقتل الأمير بسمل وهو من أكابر الأمراء وكحل الأمير أيتكين وكان الأمير ينال بن أنوشتكين الحسامي قد فارق بركياق وأقام مجاهدا للباطنية الذين في القلاع والجبال فقصد الآن السلطان محمد وسار معه إلى الري يضرب النوب الخمس واجتمعت إليه العساكر وأقام ثمانية أيام وأقام أخوه السلطان بركيارق في اليوم التاسع ووقع بينهما المصاف عند الري وكانت عدة العسكريين متقاربة كل عسكر منهما عشرة آلاف فارس فلما اصطفوا حمل الأمير سرخاب بن كيخسرو الديلمي صاحب آبة على الأمير ينال فهزمه وتبعه في الهزيمة جميع عسكر محمد وتفرقوا ومضى معظمهم نحو طبرستان ولم يقتل في هذا المصاف غير رجل واحد قتل صبرا ومضى قطعة من المنهزمين نحو قزوين ونهبت خزائن محمد ومضى في نفر يسير إلى أصبهان وحمل هو عليه بيده ليتبعه أصحابه وسار في طلبه الأمير البكي بن برسق أياز إلى قم وتتبع بركيارق أصحاب أخيه محمد وأخذ أموالهم
$ ذكر حصار السلطان محمد بأصبهان $
لما انهزم السلطان محمد من الوقعة التي ذكرناها بالري مضى إلى أصبهان في

الصفحة 48