كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 481 @

$ ثم دخلت سنة إحدى وستين وخمسمائة $
$ ذكر فتح المنيطرة من الفرنج $
في هذه السنة فتح نور الدين محمود بن زنكي حصن المنيطرة من الشام وكان بيد الفرنج ولم يحشد له ولا جمع عساكره وإنما سار إليه جريدة على غرة منهم وعلم أنه إن جمع العساكر حذروا فسار إليه جريدة وانتهز الفرصة وحصره وجد في قتاله فأخذه عنوة وقهرا وقتل من بها وسبى وغنم غنيمة كثيرة فإن الدين به كانوا آمنين فأخذتهم خيل الله بغتة وهم لا يشعرون ولم يجتمع الفرنج لدفعه إلا وقد ملكه ولو علموا أنه جريدة في قلة من العساكر لأسرعوا إليه وإنما ظنوه أنه في جمع كثير فلما ملكه تفرقوا وأيسوا من رده
$ ذكر قتل خطلوبرس مقطع واسط $
في هذه السنة قتل خطلوبرس مقطع واسط قتله ابن أخي شملة صاحب خوزستان وسبب ذلك أن ابن شنكا وهو ابن أخي شملة كان قد صاهر منكبرس مقطع البصرة فاتفق أن المستنجد بالله قتل منكبرس سنة تسع وخمسين وخمسمائة فلما قتل قصد ابن شنكا بالبصرة ونهب قراها فأرسل من بغداد إلى كمشتكين صاحب البصرة بمحاربة ابن شنكا فقال أنا عامل لست بصاحب جيش يعني أنه ضامن لا يقدر على إقامة عسكر فطمع ابن شنكا واصعد إلى واسط ونهب سوادها فجمع خطلوبرس مقطعها جمعا وخرج إلى قتاله وكاتب ابن شنكا الأمراء الذين مع خطلوبرس فاستمالهم ثم قاتلهم فانهزم عسكره فقتله وأخذ ابن شنكا علم خطلوبرس فنصبه فلما رآه أصحابه ظنوه باقيا فجعلوا يعودون إليه وكل من رجع أخذه ابن شنكا فقتله أو أسره

الصفحة 481