@ 51 @
فاستزاده لو كان صادقا في عمله لما كان يستزيد من القدر القليل وقتل ولم يصح له منه شيء
ولما قتل الأعز أبو المحاسن وزر بعده الوزير الخطير أبو منصور الميبذي الذي كان وزير السلطان محمد وكان سبب فراقه لوزيره محمد أنه كان معه بأصبهان وبركيارق يحاصره
وقد سلم إليه محمد بابا من أبوابها ليحفظها فقال له الأمير ينال بن أنوشتكين كنت كلفتنا ونحن بالري لنقصد هومذان وقلت أنا اقيم بالعسكر من مالي وأحصل لهم ما يقوم بهم ولا بد من ذلك فقال له الخطير أنا أفعل ذلك فلما كان الليل فارق البلد وخرج من الباب الذي كان مسلما إليه وقصد بلده ميبذ وأقام بقلعتها متحصنا فأرسل إليه السلطان بركيارق وحصره فنزل منها مستأمنا فحمل على بغل بإكاف إلى العسكر فوصله في طريقه قتل الوزير الأعز وكتاب السلطان له بالأمان وطيب قلبه فلما وصل إلى العسكر خلع عليه واستوزره $ حادثة يعتبر بها $
في سنة ثلاث وتسعين بيع رحل بني جهير ودورهم بباب العامة ووصل ثمن ذلك إلى مؤيد الملك ثم قتل في سنة أربع وتسعين مؤيد الملك وبيع ماله وتركته وأخذ الجميع وحمل إلى الوزير الأعز هذه السنة وبيع رحله واقتسمت أمواله وأخذ السلطان ومن ولي بعده أكثرها وتفرقت أيدي سبا وهذا عاقبة خدمة الملوك
$ ذكر الفتنة بين أيلغازي وعامة بغداد $
في هذه السنة في رجب كانت فتنة شديدة بين عسكر الأمير أيلغازي بن أرتق شحنة بغداد وبين عامتها وسببها أن أيلغازي كان بطريق خراسان إلى بغداد فلما وصل أتى جماعة من أصحابه إلى دجلة فنادوا ملاحا ليعبر بهم فتأخر فرماه أحدهم بنشابة فوقعت في مشعره فمات فأخذ العامة القاتل وقصدوا باب النوبى فلقيهم ولد أيلغازي مع جماعة فاستنقذه ورجمهم العامة بسوق الثلاثاء فمضى إلى أبيه مستغيثا فأخذ حاجب الباب من له في هذه الحادثة عمل فلم يقنع أيلغازي ذلك فعبر بأصحابه إلى محلة الملاحين المعروفة بمربعة القطانين
وتبعهم خلق كثير فنهبوا ما وجدوا وقدروا عليه فعطف عليهم العيارون فقتلوا أكثرهم
ونزل من سلم في السفن ليعبوا دجلة فلما