كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 52 @
توسطوها ألقى الملاحون أنفسهم في الماء وتركوهم فغرقوا فكان الغرق أكثر من القتل وجمع أيلغازي التركمان وأراد نهب الجانب الغربي فأرسل إليه الخليفة قاضي القضاة والكيا الهراس المدرس بالنظامية فمعناه من ذلك فامتنع
$ ذكر قصد صاحب البصرة مدينة واسط وعوده عنها $
في هذه السنة في العشرين من شوال قصد الأمير إسماعيل صاحب البصرة مدينة واسط للاستيلاء عليها
ونحن نبتدئ بذكر إسماعيل وتنقل الإخوان به إلى أن ملك البصرة وهو إسماعيل بن سلانجق وكان إليه في أيام ملكشاه شحنكية الري ولما وليها كان أهل الري والرستاقية قد أعيوا من وليهم وعجز الولاة عنهم فسلك معهم طريقا أصلحهم بها وقتل منهم مقتلة عظيمة فتهذبوا بها وأرسل من شعورهم إلى السلطان ما عمل منه مقاود وشكلا للدواب ثم عزل عنها
ثم إن السلطان بركيارق أقطع البصرة للأمير قماج فأرسل إليها هذا الأمير إسماعيل نائبا عنه فلما فارق قماج بركيارق وانتقل إلى خراسان حدثته نفسه بالتغلب على البصرة والاستبداد فانحدر مهذب الدولة بن أبي الجبر من البطيحة إليه ليحاربه ومعه معقل بن صدقة بن منصور بن الحسين الأسدي صاحب الجزيرة الدبيسية فأقبلا في جمع كثير من السفن والخيل ووصلوا إلى مطارا فبينما معقل يقاتل قريبا من القلعة التي بناها ينال بمطارا وجددها إسماعيل وأحكمها أتاه سهم غرب فقتله فعاد ابن أبي الجبر إلى البطيحة وأخذ إسماعيل سفنه وذلك سنة إحدى وتسعين فاستمد ابن أبي الجبر كوهرائين فأمده بأبي الحسن الهروي وعباس بن أبي الجبر فلقياه فكسرهما وأسرهما وأطلق عباسا على مال أرسله أبوه واصطلحا وأما أبي الجبر فبقي في حبسه مدة ثم أطلقه على خمسة آلاف دينار فلم يصح له منها شيء وقوي حال إسماعيل فبنى قلعة بالأبلة وقلعة بالشاطئ مقابل مطارا وصار مخوف الجانب وأمن البصريون به وأسقط شيئا من المكوس واتسعت إمارته باشتغال السلاطين وملك المشان واشتضافها إلى ما بيده فلما كان هذه السنة كاتبه بعض عسكر واسط بالتسليم إليه فقوي طمعه في واسط فأصعد في السفن إلى نهر أبان وراسلهم في التسليم فامتنعوا من ذلك وقالوا راسلناك وقد رأينا غير ذلك الرأي فأصعد إلى الجانب الشرقي فخيم تحت النخيل وسفنه بين يديه وخيم جند واسط حذاءه وراسلهم وعدهم وهم لا يجيبونه واتفقت العامة مع الجند وشتموه أقبح شتم فلما

الصفحة 52