@ 55 @
موسى لاستقبال سقمان فلما كان موسى عند قرية تسمى كرابا فوثب عليه عدة من الغلمان القوامية فقتلوه رماه أحدهم بنشابة فقتله فعاد أصحابه منهزمين ودفن على تل هناك يعرف الآن بتل موسى ورجع الأمير سقمان إلى الحصن فملكها وهي بيد أولاده إلى يومنا هذا سنة عشرين وستمائة وصاحبها حينئذ غازي بن قرا أرسلان بن داود بن سقمان بن ارتق وقصد جكرمش الموصل وحصرها أياما ثن تسلمها صلحا وأحسن السيرة فيها وأخذ القوامية الذين قتلوا موسى فقتلهم واستولى بعد ذلك على الخابور وملك العرب والأكراد فأطاعوه
$ ذكر حال صنجيل الفرنجي وما كان منه في حصار طرابلس $
كان صنجيللا الفرنجي لعنه الله قد لقي قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش صاحب قونية وكان صنجيل في مائة ألف مقاتل وكان قلج أرسلان في عدد قليل فاقتتلوا فانهزم الفرنج وقتل منهم كثير وأسر كثير وعاد قلج بالغنائم والظفر الذي لم يحسبه
ومضى صنجيل مهزوما في ثلاثمائة فوصل إلى الشام فأرسل فخر الملك بن عمار صاحب طرابلس إلى الأمير ياخز خليفة جناح الدولة على حمص فإلى الملك دقاق بن تتش يقول من الصواب أن يعاجل صنجيل إذ هو في العدة القريبة فخرج الأمير ياخز بنفسه وسير دقاق ألفي مقاتل وأتتهم الأمداد من طرابلس فاجتمعوا على باب طرابلس وصافوا صنجيل هناك فأخرج مائة من عسكره إلى أهل طرابلس ومائة إلى عسكر دمشق وخمسين إلى عسكر خمص وبقي هو في خمسين
فأما عسكر حمص فإنهم انكسروا عند المشاهدة وولوا منهزمين وتبعتهم عسكر دمشق وأما أهل طرابلس فإنهم قاتلوا المائة الذين قاتلوهم فلما شاهد ذلك صنجيل حمل في المائتين الباقية فكسروا أهل طرابلس وقتلوا منهم سبعة آلاف رجل ونازل صنجيل طرابلس وحصرها وأتاه أهل الجبل فأعانوه على حصارها وكذلك أهل السواد وأكثرهم نصارى فقاتل من بها اشد قتال فقتل من الفرنج ثلاثمائة ثم إنه هادنهم على مال وخيل فرحل عنهم إلى مدينة أنطرسوس وهب من أعمال طرابلس فحصرها وفتحها وقتل من بها من المسلمين ورحل إلى حصن الطوبان وهو يقارب رفنية ومقدمه يقال له