@ 59 @
إلى قريب هراة فمات هناك وهو من ممالليك تتش بن ألب أرسلان الذي كحله أخوه ملكشاه وسجنه بتكريت وقد تقدم ذكر حادثته
$ ذكر ملك محمد خان سمرقند $
في هذه السنة احضر السلطان سنجر محمدا أرسلان خان بن سليمان بن داود بغراخان من مرو وملكه سمرقند بعد قتل قدرخان وكان هذا محمد خان من أولاد الخانية بما وراء النهر وأمه ابنة السلطان ملكشاه فدفع عن ملك آبائه فقصد مرو وأقام بها إلى الآن فلما قتل قدرخان ولاه سنجر أعماله وسير معه العساكر الكثيرة فعبروا فعبروا النهر فأطاعه العساكر بتلك البلاد جميعها وعظم شأنه وكثرت جموعه إلا أنه انتصب له أمير اسمه ساغوبك وزاحمه في الملك فطمع فيه فجرى له معه حروب احتاج في بعضها إلى الاستنجاد بعساكر على ما سنذكره بعد إن شاء الله تعالى ولما ملك محمد خان البلاد أحسن إلى الرعايا بوصية من سنجر وحقن الدماء وصار بابه مقصدا وجنابه ملجأ
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة في ربيع الأول خرج تاج الرؤساء ابن أخت أمين الدولة أبي سعد بن الموصلايا إلى الحلة السيفية مستجيرا بسيف الدولة صدقة
وسبب ذلك أن الوزير الأعز وزير السلطان بركيارق كان ينتسب إليه أنه هو الذي يميل جانب الخليفة إلى السلطان محمد فسار خائفا واعتزل خاله أمين الدولة الديوان وجلس في داره فلما قتل الوزير الأعز على ما ذكرنا عاد تاج الرؤساء من الحلة إلى بغداد وعاد خاله إلى منصبه
وفي ربيع الأول أيضا ورد العميد المهذب أبو المجد أخو الوزير الأعز إلى بغداد نائبا عن أخيه ظنا منه أن أيلغازي لا يخالفهم حيث كان بركيارق ومحمد قد اتفقا كما ذكرناه فقبض عليه أيلغازي ولم يتغير عن طاعة محمد
وفيها في جمادى الأولى ورد إلى بغداد ابن تكش بن ألب أرسلان وكان قد استولى على الموصل فخدعه من كان بها حتى يسير عنها إلى بغداد ففعل فلما وصل إليها زوجه أيلغازي بن أرتق ابنته