@ 62 @
ونكث ودام على الظلم وسوء السيرة فأرسل الخليفة إلى سيف الدولة صدقة وعرفه ما يفعله ينال من نهب الأموال وسفك الدماء وطلب منه أن يحضر بنفسه ليكف ينال فسار من حلته في رمضان ووصل بغداد رابع شوال وضرب خيامه بالنجمي واجتمع هو وينال وأيلغازي ونواب ديوان الخليفة وتقررت القواعد على مال يأخذه ويرحل عن العراق فطلب ينال المهلة فعاد صدقة عاشر شوال إلى حلته وترك ولده دبيسا ببغداد ليمنعه من الظلم والتعدي عما استقر الأمر عليه فبقي ينال إلى مستهل ذي القعدة وسار إلى أوانا فنهب وقطع الطريق وعسف الناس وبالغ في الفعل القبيح وأقطع القرى لأصحابه فأرسل الخليفة إلى صدقة في ذلك فأرسل ألف فارس وساروا إليه ومعهم جماعة من أصحاب الخليفة وايلغازي شحنة بغداد فلما سمع ينال بقربهم منه عبر دجلة وسار إلى باجسرى وشعثها وقصد شهرأبان فمنعه فقاتلهم فقتل بينهم قتلى ورحل عنهم وسار إلى أذربيجان قاصدا إلى السلطان محمد وعاد دبيس بن صدقة وايلغازي شحنة بغداد إلى مواضعهم
$ ذكر وصول كمشتكين القيصري شحنة إلى بغداد والفتنة بينه وبين أيلغازي وسقمان وصدقة $
في هذه السنة منتصف ربيع الأول ورد كمشتكين القيصري إلى بغداد شحنة أرسله إليها السلطان بركيارق وقد ذكرنا وقد ذكرنا في السنة المتقدمة رحيل بركيارق من أصبهان إلى همذان فلما أوصلها أرسل إلى بغداد كمشتكين شحنة فلما سمع أيلغازي وهو شحنة ببغداد للسلطان محمد أرسل إلى أخيه بن أرتق صاحب حصن كيفا يستدعيه إليه ليعتضد به على منعه وسار إلى سيف الدولة صدقة بالحلة واجتمع به وسأله تجديد عهد في دفع من يقصده منجهة بركيارق فأجابه إلى ذلك وحلف فعاد ايلغازي وورد سقمان في عساكره ونهب في طريقه تكريت وسبب تمكنه منها أنه أرسل جماعة من التركمان إلى تكريت معهم أحمال جبن وسمن وعسل فباعوا ما معهم وأظهروا أن سقمان قد عاد من الانحدار فاطمأن أهل البلد ووثب التركمان تلك الليلة على الحراس فقتلوهم وفتحوا