كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 81 @
صاحبه أياز واعتذر عما كان منه أيام بركيارق فأجابه محمد جوابا لطيفا سكن به قلبه وطيب نفسه وأجاب إلى ما التمسه منه من اليمن فلما كان الغد حضر قاضي القضاة والنقبان والصفي وزير أياز عند السلطان محمد فقال له وزيره سعد الملك إن أياز يخاف لما تقدم منه وهو يطلب العهد لملكشاه ابن أخيك ولنفسه وللأمراء الذين معه فقال السلطان أما ملكشاه فإنه ولدي ولا فرق بيني وبين أخي وأما أياز والأمراء فاحلف لهم ألا ينال الحسامي وصباوو فاستحلفه الكيا الهراس مدرس النظامية على ذلك وحضر الجماعة اليمين
فلما كان من الغد حضر الأمير أياز عند السلطان محمد فلقيه وزير السلطان وكافة الناس ووصل سيف الدولة صدقة ذلك الوقت ودخلا جميعا إلى السلطان فأكرمهما وأحسن إليهما وقيل بل ركب السلطان ولقيهما ووقف أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره وأقام السلطان ببغداد إلى شعبان وسار إلى أصبهان وفعل فيها ما نذكره إن شاء الله تعالى
$ ذكر قتل الأمير أياز $
في هذه السنة ثالث عشر جمادى الآخرة قتل الأمير أياز قتله السلطان محمد
وسبب ذلك أن أياز لما سلم السلطنة إلى السلطان محمد وسار في جملته واستحلفه لنفسه فلما كان ثامن جمادى الآخرة عمل دعوة عظيمة في داره وهي دار كوهرائين ودعا السلطان إليها وقدم له شيئا كثيرا من جملته الحبل البلخش الذي أخذ من تركة مؤيد الملك بن نظام الملك وقد تقدم ذكر ذلك وحضر مع السلطان سيف الدولة صدقة بن مزيد وكان من الاتفاق الردي أن أياز تقدم غلمانه ليلبسوا السلاح من خزانته ليعرضهم على السلطان فدخل عليهم رجل من أبهر يتطايب معهم ويضحكون منه مع كونه يتصوف فقالوا له لا بد من أن نلبسك درعا فألبسوه الدرع تحت قميصه وتناولوه بأيديهم وهو يسألهم أن يكفوا عنه فلم يفعلوا فلشدة ما فعلوا به هرب منهم ودخل بين خواص السلطان معتصما بهم فرآه السلطان مذعورا وعليه لباس عظيم فاستراب به فقال لغلام له بالتركية ليلمسه من غير أن يعلم أحد ففعل فرأى الدرع تحت قميصه فأعلم السلطان بذلك فاستشعر وقال إذا كان أصحاب العمائم قد لبسوا السلاح فكيف الأجناد وقوي استشعاره لكونه في داره وفي قبضته فنهض وفارق الدار وعاد إلى جاره
فلما كان ثالث عشر الشهر استدعى السلطان الأمير صدقة

الصفحة 81