كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 84 @
حصر سقمان نصيبين وهي الحرب لجكرمش فسير جكرمش إلى سقمان مالا كثيرا فأذه وري وقال إنه قتل في الحرب ولا يعرف قاتله ماردين بعد ياقوتي أخوه علي وصار في طاعة كرمش واستخلف بها أميرا اسمه علي أيضا فأرسل علي الوالي بماردين إلى سقمان يقول له ابن أخيك يريد أن يسلم ماردين إلى جكرمش فسار سقمان بنفسه وتسلمها فجاء إليه علي ابن أخيه وطلب إعادة القلعة إليه فقال إنما أخذتها لئلا يخرب البيت فأقطعه جبل جور ونقله إليه
وكان جكرمش يعطي عليا كل سنة عشرين ألف دينار فلما أخذ عمه سقمان ماردين منه وأرسل علي إلى جكرمش يطلب منه المال فقال إنما كنت أعطيتك احتراما لماردين وخوفا من مجاورتك والآن فاصنع ما أنت صانع فلا قدرة لك علي
$ ذكر حال الباطنية هذه السنة بخراسان $
في هذه السنة سار جمع كثير من الإسماعيلية من طريثيث عن بعض أعمال بيهق وشاعت الغارة في تلك النواحي وأكثروا القتل في أهلها والنهب لأموالهم والسبي لنسائهم ولم يقفوا على الهدنة المتقدمة
وفي هذه السنة اشتد أمرهم وقويت شوكتهم ولم يكفوا أيديهم عمن يريدون قتله لاشتغال السلاطين عنهم فمن جملة فعلهم أن قفل الحاج تجمع هذه السنة مما وراء النهر وخراسان والهند وغيرها من البلاد فوصلوا إلى جوار الري فأتاهم الباطنية وقت السحر فوضعوا فيهم السيف وقتلوهم كيف شاؤوا وغنموا أموالهم ودوابهم ولم يتركوا شيئا وقتلوا هذه السنة أبا جعفر بن المشاط وهو من شيوخ الشافعية أخذ الفقه عن الخجندي وكان يدرس بالري ويعظ الناس فلما نزل من كرسيه أتاه باطني فقتله
$ ذكر حال الفرنج هذه السنة مع المسلمين بالشام $
في هذه السنة في شعبان كانت وقعة بين طنكري الفرنجي صاحب أنطاكية وبين الملك رضوان صاحب حلب انهزم فيها رضوان وسببها أن طنكري حصر حصن أرتاح وبها نائب الملك رضوان فضيق الفرنج على المسلمين فأرسل النائب بالحصن إلى رضوان يعرفه ما هو فيه من الحصر الذي أضعف نفسه ويطلب النجدة فسار رضوان في عسكر كثير من الخيالة وسبعة آلاف من الرجالة منهم ثلاثة آلاف من المتطوعة

الصفحة 84