كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 86 @

$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة عظم فساد التركمان بطريق خراسان من أعمال العراق وقد كانوا قبل ذلك ينهبون الأموال ويقطعون الطريق إلا أنهم عندهم مراقبة فلما كان هذه السنة أطرحوا المراقبة وعملوا الأعمال الشنيعة فاستعمل أيلغازي بن أرتق وهو شحنة العراق على ذلك البلد ابن أخيه بلك بن بهرام بن أرتق وأمره بحفظه وحياطته ومنع الفساد عنه فقام في ذلك القيام المرضي وحمى البلاد وكف الأيدي المتطاولة وسار بلك إلى حصن خانيجار وهو من أعمال سرخاب بن بدر فحصره وملكه
وفيها في شعبان جعل السلطان محمد قيسم الدولة سنقر البرسقي شحنة بالعراق وكان موصوفا بالخير والدين وحسن العهد لم يفارق محمدا في حروبه كلها
وفيها أقطع السلطان محمد الكوفة للأمير قايماز وأوصى صدقة أن يحمي أصحابه من خفاجة فأجاب إلى ذلك
وفيها في شهر رمضان وصل السلطان محمد إلى أصبهان فأمن أهلها ووثقوا بزوال ما كان يشملهم من الخبط والعسف والمصادرة وشتان بين خروجه منها هاربا متخفيا وعوده إليها سلطانا متمكنا وعدل في أهلها وأزال عنهم ما يكرهون وكف الأيدي المتطرقة إليهم من الجند وغيرهم فصار كلمة العامي أقوى من كلمة الجندي ود الجندي قاصرة عن العامي من هيبة السلطان وعدله
وفيها ذكر الجدري في كثير من البلدان لا سيما العراق فإنه كان به كله ومات به من الصبيان ما لا يحصى وتبعه وباء كثير وموت عظيم
وتوفي في هذه السنة في شوال أحمد بن محمد بن أحمد أبو علي البرادني الحافظ ومولده سنة ست وعشرين وأربعمائة سمع ابن غيلان والبرمكي والعشاوي وغيرهم
وتوفي أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال ومولده سنة ست عشرة وأربعمائة سمع أبا بكر البرقاني وأبا علي بن شاذان وكانت وفاته في جمادى الآخرة من هذه السنة
وفي رابع جمادي الأولى توفي أبو الحسن محمد بن علي بن أبي الصقر الفقيه الشافعي ومولده سنة تسع وأربعمائة وكان أديبا شاعرا فمن قوله
( من قال لي جاه ولي حشمة ... ولي قبول عند مولانا )
( ولم يعد ذاك بنفع على ... صديقه لا كان من كانا )

الصفحة 86