كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 88 @

$ ثم دخلت سنة تسع وتسعين وأربعمائة $
$ ذكر خروج منكبرس على السلطان محمد $
في هذه السنة في المحرم أظهر منكبرس ابن الملك بوربرس بن ألب أرسلان وهو ابن عمر السلطان محمد العصيان للسلطان محمد والخلاف عليه
وسبب ذلك أنه كان مقيما بأصبهان فلحقته ضائقة شديدة وانقطعت المواد عنه فخرج منها وسار إلى نهاوند فاجتمع عليه بها جماعة من العسكر وظاهره على أمره جماعة من الأمراء وتغلب على نهاوند وخطب لنفسه بها وكاتب الأمراء بني برسق يدعوهم إلى طاعته ونصرته وكان السلطان محمد قد قبض على زنكي بن برسق فكاتب زنكي إخوته وحذرهم من طاعة منكبرس وفيها من الأذى والخطر وأمرهم بتدبير الأمر في القبض عليه فلما أتاهم كتاب أخيهم بذلك أرسلوا إلى منكبرس يبذلون له الطاعة والموافقة فسار إليهم وساروا إليه فاجتمعوا به وقبضوا عليه بالقرب من أعمالهم وهي بلد خوزستان وتفرق أصحابه وأخذوا منكبرس إلى أصبهان فاعتقله السلطان مع بني عمه تكش وأخرج زنكي بن برسق وأعاده إلى مرتبته واستنزله وإخوته عن أقطاعهم وهي ليشتر وسابور خواست وغيرها ما بين الأهواز وهمذان وقطعهم عوضها الدينور وغيرها
واتفق أن ظهر بنهاوند أيضا في هذه السنة رجل من السواد ادعى النبوة فأطاعه خلق كثير من السوادية واتبعوه وباعوا أملاكهم ودفعوا إليه أثمانها فكان يخرج ذلك جميعه وسمى أربعة من أصحابه أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وقتل بنهاوند فكان أهلها يقولون ظهر عندنا ي مدة شهرين اثنان ادعى أحدهما النبوة والآخر المملكة فلم يتم لواحد منهما أمره
$ ذكر الحرب بين طغتكين والفرنج $
في هذه السنة في صفر كانت وقعة بين طغتكين أتابك صاحب دمشق وبين قمص كبير من قمامصة الفرنج وسبب ذلك أنه تكررت الحروب والغارات بين عسكر دمشق

الصفحة 88