@ 93 @
الموصل قاصدا الحرب
فلما بلغ تل يعفر أتاه المبشرون بانصراف رضوان على اختلاف وافتراق فرحل إلى سنجار ووصلت إليه رسل رضوان تستدعي منه النجدة ويعتد عليه ما فعل بأيلغازي فأجابه مغالطة ولم يف له بما وعده ونازل سنجار ليشفي غيظه من صهره ألبي بن أرسلان تاش بما اعتمده من معاداته ومظاهرة أعدائه
وكان ألبي على شدة من المرض بالسهم الذي أصابه على نصيبين فلما نزل جكرمش عليها أمر ألبي أصحابه أن يحملوه إليه فحملوه في محفة عنده وأخذ يعتذر مما كان منه وقال جئت مذنبا فافعل بي ما تراه فرق له وأعاده إلى بلده فلما عاد قضى نحبه
فلما مات عصى على جكرمش من كان بسنجار وتمسكوا بالبلد فقاتله بقية رمضان وشوال ولم يظفر منهم بشيء فجاء تميرك أخو أرسلان تاش عم ألبي فأصلح حاله مع جكرمش وبذل له الخدمة فعاد إلى الموصل
$ ذكر ملك طغتكين بصرى $
قد ذكرنا سنة سبع وتسعين حال بكتاش بن تتش وخروجه من دمشق واتصاله بالفرنج ومعه آيتكين الحلبي بصرى وسيرهما إلى الرحبة وعودهما عنها فلما ضعفت أحوالهم سار طغتكين إلى بصرى فحصرها وبها أصحاب آيتكين فراسلوا طغتكين وبذلوا له التسليم إليه بعد أجل قروره بينهم فأجابهم إلى ذلك فرحل عنهم إلى دمشق فلما انقضى الأجل هذه السنة تسلمها وأحسن إلى من بها ووفى لهم بما وعدهم وبالغ في إكرامهم وكثر الثناء عليه والدعاء له ومالت النفوس إليه وأحبوه
$ ذكر ملك الفرنج حصن أفامية $
في هذه السنة ملك الفرنج حصن أفامية من بلد الشام
وسبب ذلك أن خلف بن ملاعب الكلابي كان متغلبا على حمص وكان الضرر به عظيما ورجاله يقطعون الطريق فكثر الحرامية عنده فأخذها منه تتش بن ألب أرسلان وأبعده عنها فتقلبت به الأحوال إلى أن دخل إلى مصر فلم يلتفت إليه من بها فأقام بها واتفق أن المتولي لأفامية من جهة الملك رضوان أرسل إلى صاحب مصر وكان يميل إلى مذهبهم يستدعي منهم من يسلم إليه الحصن وهو من أمنع الحصون وطلب ابن ملاعب منهم أن يكون هو المقيم به وقال إنني أرغب في قتال الفرنج وأؤثر الجهاد فسلموه إليه وأخذوا