كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 9)

@ 97 @
ثوب أصنافا وثلاثمائة رأس بغالا فشتان بين الحالتين وأقول شتان بين حال أولئك المرذولين الذي الذين استعجزهم وبين حال الناس في زماننا هذا وهو سنة ست عشرة وستمائة مع الفرنج أيضا والتتر وسترى ذلك مشروحا إن شاء الله تعالى لتعلم الفرق نسأل الله تعالى أن ييسر للإسلام وأهله قائما يقوم بنصره وأن يدفع عنهم بمن أحب من خلقه وما ذلك على الله بعزيز
$ ذكر عدة حوادث $
في هذه السنة ورد إلى بغداد إنسان من الملثمين ملوك الغرب قاصدا إلى دار الخلافة فأكرم وكان معه إنسان يقال له الفقيه من الملثمين أيضا فوعظ الفقيه ف جامع القصر واجتمع له العالم العظيم وكان يعظ وهو متلثم لا تظهر منه غير عينيه وكان هذا الملثم قد حضر مع ابن الفضل أمير الجيوش بمصر وقعته مع الفرنج وأبلى بلاء حسنا وكان سبب مجيئه إلى بغداد أن المغاربة كانوا يعتقدون في العلويين أصحاب مصر الاعتقاد القبيح فكانوا إذا أرادوا الحج يعدلون عن مصر وكان أمير الجيوش بدر والد الأفضل أراد إصلاحهم فلم يميلوا إليه ولا قاربوه فأمر بقتل من ظفر به منهم فلما ولي ابنه الأفضل أحسن إليهم واستعان بمن قاربه منهم على حرب الفرنج وكان هذا من جملة من قاتل معه فلما خالط المصريين خاف العود إلى بلاده فقدم بغداد ثم عاد إلى دمشق ولم يكن للمصريين حرب مع الفرنج إلا وشهدها فقتل في بعضها شهيدا وكان شجاعا فتاكا مقداما
وفيها في ربيع الآخر ظهر كوكب في السماء له ذؤابة كقوس قزح آخذة من المغرب إلى وسط السماء وكان يرى قريبا من الشمس قبل ظهوره ليلا وبقي يظهر عدة ليال ثم غاب
وفيها وصل الملك قلج أرسلان بن سليمان بن قتلمش صاحب بلاد الروم إلى الرها ليحصرها وبها الفرنج فراسله أصحاب جكرمش المقيمون بحران ليسلموها إليه فسار إليهم وتسلم البلد وفرح الناس لأجل جهاد الفرنج فأقام بحران أياما ومرض مرضا شديدا أوجب عوده إلى ملطية فعاد مريضا وبقي أصحابه بحران
وفي هذه السنة توفي الشيخ أبو منصور الخياط المقري إمام مسجد ابن جردة وكان خيرا صالحا
وفيها قتل القاضي أبو العلاء صاعدين أبي محمد النيسابوري

الصفحة 97