كتاب مناهج التحصيل ونتائج لطائف التأويل في شرح المدونة وحل مشكلاتها (اسم الجزء: 9)
كتاب الشفعة
تحصيل مشكلات هذا الكتاب، وجملتها ثمان عشرة مسألة:
المسألة الأولى في [شفعة] (¬1) أهل الذمة
والذي نبدأ به: اشتقاق هذا اللفظ وتسميته:
فالشفْعة بسكون الفاء، وقد اختلف في تسميته بذلك على أربعة أقوال:
قيل: مأخوذ من الشفع، وهو ضد الوتر؛ لأن الشفيع يضم هذا المشفوع فيه إلى ماله، فتصير الحصة حصتين والمال مالين.
وقيل: هو من الزيادة؛ لأنه يجمع مال ذلك إلى ماله، ويضيفه إليه ويزيده له، والشفعة: الزيادة؛ قال تعالى: {مَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً} (¬2)، قيل: يزيد عملًا صالحًا إلى عمله، وهو قريب من المعنى الأول.
وقيل: هو من الشفاعة؛ لأنه شفع بنصيبه إلى نصيب صاحبه، وقيل: بل كانوا في الجاهلية إذا باع الرجل حصته أو أملاكه أتى المجاور مشافعًا إلى المشتري ليوليه إياه ليصله بماله، ويخلص له الملك.
فإذا ثبت ذلك: فلا يخلو الشفيع من أن يكون مسلمًا، أو ذميًا.
فإن كان مسلمًا: فلا خلاف في وجوب الشفعة على المشتري -كان مسلمًا أو ذميًا- ثم لا يخلو الثمن الذي اشترى به المشتري إن كان ذميًا أن
¬__________
(¬1) في ب: تشافع.
(¬2) سورة النساء، الآية (85).
الصفحة 48
475