كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

«269» - قال طفيليّ لصاحب له: إذا دخلت عرسا فلا تتلفّت تلفّت المريب، وتخيّر المجلس، وأجدّ ثيابك، ولا تأكل الكزمازك [1] [؟] مطويا فإنّه يعديك، كله مشوّشا فإنّه أطوع للأضراس وأسهل في المضغ. وإذا [أكلت] فكل أبدا، فإن متّ متّ شهيدا.
270- ومن وصيّة أحدهم لصاحبه: إذا دخلت إلى عرس كثير الزّحام، فمر وانه، ويكون كلامك بين النصيحة والإدلال، فإني دخلت يوما إلى وليمة، وقد صنع الطبّاخ بزماورد ليضعه وسط المائدة عند الفراغ من الطعام ليطلب الراشن، فقلت له: استأذنت صاحبنا؟ فقال: وهذا ممّا يستأذن فيه! فقلت: أسكران أنت؟ تريد أن يغرم أحدهم أكثر ممّا أكل، وتنغّض عليه؟ وصاحب الوليمة لا يرضى بهذا. ولولا خوفي لائمته لم آسف عليك بشيء يصير إليك، فقال: هل لك في باب يكفيني [ ... ] نصف ما أصبت؟ فقلت: أفعل، ولزمته، وجعلت آكل كلّ شيء أشتهيه، وآمر وأنهى، وهو يظنّ أنّ بيني وبين صاحب الدار حرمة أو قرابة، ثم قاسمته على ما أصاب وخرجت.
271- وقال شاعر يذكر طفيليّا: [من الرجز]
ويعربيّ خالع العذار ... أطفل من ليل على نهار
أثبت في الدار من الجدار ... يشرب بالكبار والصغار
كأنّه في الدار ربّ دار
«272» - ضمّ عثمان بن درّاج السّفر ورفيقا له، فقال له الرفيق: انهض إلى
__________
[1] في محيط المحيط: الكزمازك هو حب الأثل أي عفص الطرفاء.

الصفحة 111