كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

أنّ البقيلة تخبّر بفنائه، فهم يحمدون تلك ويسمّونها المبشّرة، ويذمّون هذه ويسمّونها الناعية، حتى صار المخنّثون إذا شتموا إنسانا قالوا له: يا وجه البقيلة.
«283» - قال بنان: اذا قعدت يوما على مائدة [وكان] موضعك ضيّقا، فقل للّذي يليك: لعلي قد [ضيقت] عليك، فإنّه يتأخّر إلى خلف ويقول:
سبحان الله! لا والله يا أخي! موضعي واسع، فيتّسع عليك موضع رجل.
«284» - وقال له طفيليّ: أوصني، فقال: لا تصادفنّ من الطعام شيئا فترفع يدك عنه وتقول: لعلّي أصادف ما هو أطيب منه، فإنّ هذا عجز ووهن. قال:
زدني، قال: إذا وجدت خبزا فيه قلّة فكل الحروف، فإن كان كثيرا، فكل الأوساط. قال: زدني، قال: لا تكثر شرب الماء وأنت تأكل، فيصدّك عن الأكل ويمنعك من أن تستوفي. قال: زدني، قال: إذا وجدت الطعام فاجعله زادك إلى [الله] .
«285» - كان بالبصرة طفيليّ يقال له أبو سلمة، وكان إذا سمع بذكر وليمة بادر إليها، وتقدّمه ابنان له في زيّ العدول، وبين أيديهم غلام، فإذا أتوا الباب، تقدّم العبد فقال: إفتح، هذا أبو سلمة، ثم يتلوه الآخر ويقول: ما تنتظر؟
ثكلتك أمّك! قد جاء أبو سلمة، ثم يجيء هو فيقول: افتح يا بنيّ، فإن كان جاهلا فتح، وإن كان قد عرف أمره وحذّر منه، قال له: يا أبا سلمة، أنا مأمور. فيجلس وينتظر أن يجيء بعض من دعي، فإذا فتح له شقّ الباب، تقدّم ابناه والعبد وفي كمّ كلّ واحد منهما فهر مدوّر ململم يسمّونه كيسان، فيلقونه في دوّارة الباب فلا ينصفق، فيدخلون.
«286» - قيل لابن درّاج: كيف تصنع بالعرس إذا لم يدخلوك؟ قال: أنوح

الصفحة 114