كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

الفصل السادس- نوادر هذا الباب
«319» - كان بعض الأعراب يأكل ومعه بنوه، فجعلوا يأخذون اللّحم من بين يديه فيقول لهم: يا بنيّ، إنّ الله عزّ وجلّ يقول: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما
(الاسراء: 23) . ولأن تقولوا لي ألف مرّة «أفّ» في كلّ مرة سبعون انتهارا، أهون عليّ ممّا تفعلون.
«320» - لزم أعرابيّ سفيان بن عيينة حتى سمع منه ثلاثة آلاف حديث، ثم جاءه يودّعه، فقال له سفيان: يا أعرابيّ، ما أعجبك من حديثنا؟ قال: ثلاثة أحاديث: حديث عائشة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم وآله وصحبه أنّه كان يحبّ الحلواء ويحبّ العسل، وحديثه عليه الصلاة والسلام: «إذا حضر العشاء وحضرت الصلاة، فابدأوا بالعشاء» ، وحديث عائشة عنه صلّى الله عليه وسلم: «ليس من البرّ الصيام في السّفر» .
«321» - قدّم إلى أعرابيّ كامخ، فقال: ممّ يعمل هذا؟ قالوا: من اللبن والحنطة، قال: أصلان كريمان، ولكن ما أنجبا.
«322» - وقدّم إلى أعرابيّ كامخ، فقال: ما هذا؟ قيل: كامخ، فقال: من كمخ به؟ من قولهم: كمخت البقرة إذا ثلطت [1] .
__________
[1] ثلطت: سلحت.

الصفحة 127