كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

وساع برجليه لآخر قاعد ... ومعط كريم ذو يسار ومانع
وبان لأحساب الرجال وهادم ... وخافض مولاه سفاها ورافع
ومغض على بعض الخطوب وقد بدت ... له عورة من ذي القرابة هاجع
وطالب حوب باللبان [1] وقلبه ... يرى الحقّ لا تخفى عليه الشرائع
فقال: [كم عطاؤك؟] قال: سبعمائة، قال: اجعلوها ألفا، وقطع الكلام بين عبد الله وعتبة.
«393» - لمّا ولي الوليد بن عقبة الكوفة من قبل عثمان، قدمها وبها سعد بن أبي وقاص أميرا، فدخل عليه، فقال له سعد: ما أقدمك أبا وهب؟ قال: أحببت زيارتك؛ قال: وعلى ذاك أجئت بريدا، قال: أنا أرزن من ذاك، ولكنّ القوم احتاجوا إلى عملهم فسرّحوني إليه، وقد استعملني أمير المؤمنين على الكوفة.
فمكث سعد طويلا وقال له: ما أدري، ألسنت [2] بعدنا أم حمقنا بعدك؟ (فقال:
لا تجزعنّ أبا إسحاق، فإنّما هو الملك، يتغدّاه قوم ويتعشّاه آخرون، فقال: أراكم والله ستجعلونه ملكا) [3] ثم قال: [من الطويل]
خذيني فجرّيني ضباع وأبشري ... بلحم آمرىء لم يشهد اليوم ناصره
«394» - وقال العجاج: [من الرجز]
وكلّ معدود إلى أن ينفدا ... وغاية الأقوام مهواة الردى
والدهر ما أصلح يوما أفسدا ... وعاد مبليه على ما جدّدا
__________
[1] الأغاني: باللسان.
[2] الأغاني: أصلحت ... فسدنا.
[3] ما بين قوسين لم يرد في الأغاني.

الصفحة 189