كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

يقول فيها:
فدونكها يا ابن الزبير فإنّها ... مولّعة يوهي الحجارة قيلها
فلما قدمت مكّة نزلت على بنت منظور بن زبّان، واستشفعت بها إلى زوجها عبد الله، وانضم الفرزدق إلى حمزة بن عبد الله وأمّه بنت منظور هذه. وقال فيه:
[من البسيط]
يا حمز هل لك في ذي حاجة عرضت ... أنضاؤه بمكان غير ممطور
فأنت أحرى قريش أن تكون لها ... وأنت بين أبي بكر ومنظور
بين الحواريّ والصدّيق في شعب ... نبتن في طيّب الإسلام والخير
وقال في النوار: [من الوافر]
تخاصمني النّوار وغاب فيها ... كرأس الضّبّ يلتمس الجرادا
فجعل أمر النّوار يقوى، وأمر الفرزدق يضعف، فقال الفرزدق: [من البسيط]
أمّا بنوه فلم تقبل شفاعتهم ... وشفّعت بنت منظور بن زبّانا
ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزرا ... مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا
فبلغ ابن الزبير الشعر، فقال للنّوار: إن شئت فرّقت بينكما وقتلته فلا يهجونا أبدا، وإن شئت سيّرته إلى بلاد العدوّ؛ فقالت: ما أريد واحدة منهما؛ قال: إنّه ابن عمّك وهو فيك راغب، أفأزوّجه إيّاك؟ قالت: نعم. فزوّجه إيّاها، فكان الفرزدق يقول: خرجنا متباغضين، ورجعنا متحابّين.
قال عثمان بن أبي سليمان: شهدت الفرزدق يوم نازع النوار، فتوجّه القضاء عليه، فأشفق من ذلك، فعرّض لابن الزبير بكلام، فأغضبه.
وروى غيره أنّه قال: إنّما حكمت عليّ بهذا لأفارقها فتثب عليها، فقال: يا ألأم الناس، وهل أنت وقومك إلا جالية العرب. وأمر به فأقيم وأقبل علينا فقال: إنّ بني تميم كانوا وثبوا على البيت قبل الإسلام بمائة وخمسين سنة 13 التذكرة الحمدونيه 9

الصفحة 193