كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

أكفيك، وأنشأ يقول [1] : [من الطويل]
ولست بمعطي الحكم عن شفّ منصب ... ولا عن بنات الحنظليّين راغب
وهنّ كماء المزن يشفى به الصّدى ... وكانت ملاحا غيرهنّ المشارب
وما عدلت ذات الصليب ظعينة ... [عتيبة والرّدفان منها وحاجب]
[أأهديت يا زيق بن زيق غريبة] ... إلى شرّ من تهدى إليه الغرائب
ألا ربّما لم نعط زيقا بحكمه ... وأدّى إلينا الحكم والغلّ لازب
حوينا أبا زيق وزيقا وعمّه ... [وجدّة زيق قد حوتها] المقانب
فأجابه الفرزدق بقصيدة منها: [من الطويل]
فنل مثلها من مثلهم ثمّ لمهم ... بما لك من مال مراح وعازب
وإنّي لأخشى إن خطبت إليهم ... عليك الذي لاقى يسار الكواعب
وقالوا سمعنا أنّ حدراء زوّجت ... على مئة شمّ الذرى والغوارب
ولو كنت من أكفاء حدراء لم تلم ... على دارميّ بين ليلى وغالب
ولو قبلوا مني عطية سقته ... إلى آل زيق من وصيف مقارب
[هم زوّجوا قبلي ضرارا] وأنكحوا ... لقيطا وهم أكفاؤنا في المناسب
ولو تنكح الشمس النجوم بناتها ... إذا لنكحناهنّ قبل الكواكب
يسار: كان عبدا لبني غدانة، فأراد مولاته على نفسها فنهته مرّة بعد مرّة، وألحّ عليها فوعدته، فجاء فقالت: إني أريد أن أبخّرك، فإنّ رائحتك متغيّرة؛ فوضعت تحته مجمرا وقد أعدّت له حديدة، فأدخلت يدها فقبضت على ذكره وهو يرى أنّ ذلك لشيء، فقطعته بالموسى، فقال: صبرا على مجامر الكرام.
فذهبت مثلا.
وقال جرير: [من البسيط]
__________
[1] الأبيات مضطربة في المخطوط والتصويب من الأغاني والديوان.

الصفحة 196