كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

لقد خفت حتى لو تمرّ حمامة ... لقلت عدوّ أو طليعة معشر
وخفت خليلي ذا الصفاء ورابني ... مقال فلان أو فلانة فاحذر
فمن قال خيرا قلت هذا خديعة ... ومن قال شرّا قلت نصح فشمّر
وأصبحت كالوحشيّ يتبع ماحلا ... ويترك موطوء البلاد المدعثر
«414» - وقال أيضا: [من الطويل]
لقد خفت حتى خلت أن ليس ناظرا ... إلى أحد غيري فكدت أطير [1]
وليس فم إلا بسرّي محدّث ... وليس يد إلا إليّ تشير
«415» - وقال مضرّس بن ربعيّ الأسديّ: [من الطويل]
كأنّ على ذي الظنّ عينا بصيرة ... بمنطقه أو منظر هو ناظره
يحاذر حتى يحسب الناس كلّهم ... من الخوف لا تخفى عليهم سرائره
«416» -[وقال] مسكين الدارميّ واسمه ربيعة بن عامر: [من الطويل]
إن أدع مسكينا فلست بمنكر ... وهل تنكرنّ الشمس ذرّ شعاعها
لعمرك ما الأسماء إلا علامة ... منار ومن خير المنار ارتفاعها
«417» - وقال أيضا في الغيرة: [من المتقارب]
ألا أيّها الغائر المستشاط ... علام تغار إذا لم تغر
[فما خير عرس إذا خفتها] ... وما خير عرس إذا لم تزر
__________
[1] مجموعة المعاني: ناظر.

الصفحة 200