كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

فإذا فيه رجل، فوضعت يدي على أنفه فإذا هو قريب من التّلف، فاستخرجته وأعدت التراب إلى ما كان عليه. واحتملته إلى منزلي.
وعاد القوم حذرا من أن أكون قد تنبّهت على ما في التابوت، ونفضوا الصحراء التي كان فيها فلم يروا أثرا ولا حسّا لأحد، وأنا مشرف في منزلي أرى ما يصنعون. فلما أمنوا ممّا توهّموا انصرفوا وترادّت نفس الرجل، فسألته عن حاله، فقال: أنا محمد بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ. فأقام عندي إلى أن قويت نفسه وتراجعت. ثم شخص إلى العراق، ثم إلى الحجاز، وظهر باليمن وبويع له بإمرة أمير المؤمنين، ودخل مكّة ثم خرج على عهد، وبايع المأمون لابن أخيه عليّ بن موسى بالعهد، فخرج محمد إلى المأمون بخراسان، فأدركته منيّته بجرجان، فاحتفرت له ودفنته. فكان بين الدفنين عشر سنين.
«428» - خرج أبو العيناء وهو ضرير له نيّف وتسعون سنة في سفينة فيها ثمانون نفسا، فغرقت، فلم يسلم غيره، فلما صار إلى البصرة توفي بها.
«429» - قالوا: بينا حذيفة بن اليمان وسلمان الفارسيّ يتذاكران عجائب الزمان وتغيّر الأحوال والأيّام وهما في عرصة إيوان كسرى، وكان أعرابيّ من غامد يرعي شويهات له نهارا، فإذا كان الليل صيّرهنّ إلى داخل العرصة، وفي العرصة سرير رخام ربما كان يجلس كسرى عليه، فصعدت شويهات الغامديّ إلى ذلك السّرير، فقال سلمان: ومن أعجب ما تذاكرنا صعود غنيمات الغامديّ إلى إيوان كسرى.
«430» - يقال إن المغيرة بن شعبة قال لحرقة بنت النعمان: ما أعجب ما

الصفحة 208