كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

رأيت؟ فقالت: [بتنا] ليلة وما من أحد إلا وهو يرجونا أو يخشانا، وأصبحنا وما من أحد إلا وهو يرحمنا ثم قالت: [من الطويل]
فبينا نسوس الناس والأمر أمرنا ... إذا نحن فيهم سوقة نتنصّف
فأفّ لدنيا لا يدوم نعيمها ... تقلّب حالات بنا وتصرّف
«431» - دخل إيتاخ إلى الواثق وهو بآخر رمق لينظر: هل مات أم لا؟ فلما دنا منه نظر إليه الواثق بمؤخر عينه، ففزع إيتاخ ورجع القهقرى إلى أن وقع سيفه في [شق] الباب فاندقّ وسقط إيتاخ على قفاه هيبة لنظرة الواثق إليه. فلم تمض ساعة حتى مات، فعزل في بيت ليغسل واشتغل عنه؛ فجاءت هرّة فأكلت عينه التي نظر بها إلى إيتاخ، فعجب الناس من ذلك، وكان إيتاخ زعيما لتسعين ألف غلام.
«432» - ومثله لسان مروان بن محمد، فإنه لمّا قتل واحتزّوا رأسه وأرادوا إنفاذه إلى أبي العباس، أمروا بتنظيفه، فجاء كلب فأخذ لسانه فجعل يمضغه، فقال عبد الله بن عليّ: لو لم يرنا الدهر من عجائبه إلا لسان مروان في فم كلب لكفى.
«433» - ووجد في بعض الأوارجات [1] السلطانية: وما حمل إلى الأمير أبي الفضل جعفر بن يحيى أعزّه الله لهدية السرور من العين الطريّ مائة ألف دينار.
وفي آخر الحساب: وما أخرج لثمن النّفط والبواري والحطب لإحراق جثة جعفر
__________
[1] الأوارجات: دفاتر أصحاب الدواوين، مفردها أوارجة.
14 التذكرة الحمدونية 9

الصفحة 209