كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

ابن يحيى بضعة عشر درهما.
«434» - خبر المغيرة بن شعبة حين شهد عليه بالزّنا كان المغيرة بن شعبة الثقفي أميرا على الكوفة في خلافة عمر رضوان الله عليه، وكان من دهاة العرب ورجالها. فروي أنه كان يخرج من دار الإمارة وسط النهار، فيلقاه أبو بكرة فيقول له: أين يذهب الأمير؟ فيقول له: إلى حاجة، فيقول له: حاجة ماذا؟ إنّ الأمير يزار ولا يزور. وكانت المرأة التي يأتيها جارة لأبي بكرة، وقيل: إنّها بنت جميل بن عمرو.
قيل: فبينا أبو بكرة في غرفة له مع إخوته نافع وزياد ورجل آخر يقال له:
شبل بن معبد، وكانت غرفة جارته بحذاء غرفة أبي بكرة، فضربت الريح باب المرأة ففتحته فنظر القوم فإذا هم بالمغيرة ينكحها، فقال أبو بكرة: هذه بليّة ابتليتم بها، فانظروا، فنظروا حتى أثبتوا. فنزل أبو بكرة حتى خرج عليه المغيرة من بيت المرأة فقال: إنّه قد كان من أمرك ما قد علمت، فاعتزلنا. قال: وذهب ليصلّي بالناس الظّهر فمنعه أبو بكرة وقال: والله ما تصلّي بنا وقد فعلت ما فعلت. فقال الناس: دعوه يصلّي فإنه الأمير، واكتبوا بذلك إلى عمر؛ فكتبوا إليه، فورد كتابه بأن يقدموا عليه جميعا: المغيرة والشّهود. وقيل: بعث عمر بأبي موسى الأشعريّ [على البصرة] ، وعزم عليه أن لا يضع كتابه من يده حتى يرحل المغيرة بن شعبة.
وقيل: إن أبا موسى قال لعمر لمّا أمره أن يرحله من وقته: أو خير من ذلك، يا أمير المؤمنين، تتركه يتجهّز ثلاثا ثم يخرج. قال: فدخل أبو موسى المسجد وهم يصلّون: الرجل والنساء مختلطين، فدخل رجل على المغيرة فقال له: إني رأيت أبا موسى في جانب المسجد عليه برنس، فقال المغيرة: ما جاء زائرا

الصفحة 210