كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

عمر قال: إنّك لفارغ القلب طويل الشّبق.
«435» - خبر ادعاء معاوية زيادا كان زياد عامل عليّ عليه السلام على فارس فلما قتل تمسك بعمله ولم يدع إلى معاوية؛ فقلق معاوية بأمره، وهوّنه عنده المغيرة بن شعبة، فقال: بئس المركب الغرور زياد وقلاع فارس. [فقال معاوية] : ما يؤمنني أن يدعو إلى رجل من أهل هذا البيت فإذا هو قد أعادها جذعة. فسعى المغيرة في أمره وقصده إلى فارس وأصلحه لمعاوية.
ولما أراد أن يدّعيه بعث إلى عبد الله بن عامر بن كريز وعبد الله بن خالد بن أسيد وسعيد بن العاص ومروان بن الحكم، فقال: إنكم أسرتي وقرابتي، ولقد أردت أمرا لم يفتأني عنه إلا التوبيخ أو طعن طاعن عليّ أن يثلبني، والله أحقّ من راقب المرء وأطاعه، فإنه قال لنبيه صلّى الله عليه وسلم: وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ
(الأحزاب: 37) . وقال: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ
(النساء:
[1) ؛ هذا زياد أردت أن ألحقه بنسبه وأنسبه إلى أبيه أبي سفيان، فما ترون؟ فقال مروان بن الحكم: أعيذك بالله أن تسم هذا بأنفك، أو يكون هذا من رأيك، أو تردّ قضاء رسول الله صلّى الله عليه وسلم فإنه قال: الولد للفراش وللعاهر الحجر. وأنت تريد أن تجعل للعاهر الولد وللفراش الحجر. ثم قال: هات ما عندك يا ابن كريز، قال:
أرى أن لا تدّعيه فإنه لم يدّع رجل قطّ رجلا إلا مات المدّعي وبقي الدّعيّ. قال:
فما عندك يا ابن أسيد قال: أرى إن كنت إنما تدّعيه لتعتزّ به فإن الله جلّ وتقدّس لم يكن يعزّ سلطانه برجل دعيّ، والعرب أطوع لك، ولو لم تكره ذلك إلا ليقول قائل: إنما ادّعى زيادا لحاجته إليه مع إحداثك في الاسلام من هذه الخصلة لما لم يسبقك إليها أحد من السلف. ثم قال: ما عندك يا ابن العاص؟ قال: أرى أن تدّعيه بشهادة شهود، فإن كان ابن أبي سفيان فقد ألحقته بأبيه، وإن لم يكن

الصفحة 214