كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

الجانب الآخر وليتفل ثلاثا [عن يساره] وليلعن إبليس وليستعيذ بالله منه ولينم [1] . قال: فرفع رأسه وقال: يا أخي إذا لم تكن البلية العظمى والطامة الكبرى من جهة رسول الله صلّى الله عليه وسلم! فقلت: أعوذ بالله قال: أتذكر رؤيا طاهر ابن الحسين جدّنا قلت: بلى.
قال عبيد الله: وكان طاهر وهو صغير الحال رأى النبىّ صلّى الله عليه وسلم في منامه وهو يقول له: يا طاهر إنك ستبلغ من الدنيا مبلغا كبيرا فاتّق الله واحفظني في ولدي، فإنك لا تزال محفوظا ما حفظتني فيهم. قال: فما تعرّض طاهر لقتال علوي وندب إلى [قتال يحيى] ولم يفعل.
قال: ثم قال لي محمد أخي: إنني رأيت البارحة في منامي رسول الله صلّى الله عليه وسلم وكأنه يقول لي: نكبتم! فانتبهت فزعا وتحوّلت واستعذت من إبليس ولعنته واستغفرت الله، ونمت، فرأيته صلّى الله عليه وسلم وهو يقول لي: يا محمد نكثتم وقتلتم أولادي، والله لا تفلحون بعدها أبدا. فانتبهت وأنا على هذه الصورة التي تراني عليها منذ نصف الليل.
قال: واندفع يبكي وبكيت معه. فما مضت على ذلك [إلا مدة يسيرة] ونكبنا بأسرنا أقبح نكبة، وصرفنا عن ولايتنا، ولم يزل أمرنا يخمل حتى لم يبق لنا اسم على منبر، ولا علم على جيش، وحصلنا إلى الآن تحت المحنة.
443- قيل لعلي بن الحسين عليهما السلام: كيف أصبحت؟ فقال:
أصبحنا خائفين برسول الله صلّى الله عليه وسلم وأصبح جميع أهل الإسلام آمنين به.
444- نظر رجل إلى عبد الله بن الحسن بن الحسن وهو مغموم فقال: ما غمّك يا ابن رسول الله؟ فقال: كيف لا أغتمّ وقد امتحنت بأعظم من محنة إبراهيم خليل الله، ذاك أمر بذبح ابنه ليدخل الجنّة وأنا مأخوذ بأن أحضر ابنيّ ليقتلا فأدخل النار.
__________
[1] قارن بصحيح مسلم (2262) وابن ماجة (2908) .

الصفحة 224