كتاب التذكرة الحمدونية (اسم الجزء: 9)

445- روي أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما استأذن على الحجاج ليلا فقال الحجاج: إحدى حمقات أبي عبد الرحمن. فدخل فقال له الحجاج: ما جاء بك؟ قال: ذكرت قول النبيّ صلّى الله عليه وسلم: من مات وليس في عنقه بيعة لإمام مات ميتة جاهلية. فمدّ إليه رجله فقال: خذ فبايع.
أراد بذلك الغضّ منه.
«446» - قال المنصور لعمرو بن عبيد: عظني، قال: بما رأيت أو بما سمعت قال: بل عظني بما رأيت. فقال له: مات عمر بن عبد العزيز فخلّف أحد عشر ابنا، وبلغت تركته سبعة عشر دينارا كفّن منها بخمسة دنانير واشترى موضعا لقبره بدينارين، وأصاب كل واحد من [أولاده تسعة عشر درهما] . ومات هشام بن عبد الملك وخلف أحد عشر ابنا، وأصاب كلّ واحد من ولده ألف ألف دينار، فرأيت رجلا من ولد عمر بن عبد العزيز قد حمل في يوم واحد على مائة فرس في سبيل الله، ورأيت رجلا من ولد هشام يسأل ليتصدّق عليه.
447- كان محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس ذا نعمة ضخمة، ولم يكن له ولد إلا بنت واحدة ماتت قبله؛ وولد لأخيه جعفر مائة نسمة من ذكر وأنثى. وكان محمد يقول: أشتهي أن يصفو لي يوم لا يعارض سروري فيه غمّ.
فكان أخوه جعفر يقول: لا تمتحن هذا، فقلّ من امتحنه إلا امتحن فيه [....]
أحضر كل من تحب حضوره. فبينما هو على أتمّ أمر وأسرّ حال إذ سمع صراخا، فسأل عنه فكتم فألحّ، فعرف أن ابنته صعدت درجة فسقطت منها فماتت. فلم يف سروره صدر نهاره بما عقّب من غمّه.
«448» - وشبيه بهذا ما حكي عن يزيد بن عبد الملك أنه قال يوما: يقال إن

الصفحة 225